لا بد للمحزون أن يتبلدا
ولكثرة وجود البلادة فيمن كان جلف البدن قيل رجل أبلد عبارة عن العظيم الخلق وقوله تعالى : (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً) كنايتان عن النفوس الطاهرة والنجسة فيما قيل.
(بلس) : الإبلاس الحزن المعترض من شدة البأس ، يقال أبلس. ومنه اشتق إبليس فيما قيل قال عزوجل : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ) وقال تعالى : (أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ) وقال تعالى : (وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ) ولما كان المبلس كثيرا ما يلزم السكوت وينسى ما يعنيه قيل أبلس فلان إذا سكت وإذا انقطعت حجته ، وأبلست الناقة فهى مبلاس إذا لم ترع من شدة الضبعة ، وأما البلاس للمسح ففارسى معرب.
(بلع) : قال عزوجل : (يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ) من قولهم بلعت الشيء وابتلعته ، ومنه البلوعة وسعد بلع نجم ، وبلع الشيب فى رأسه أول ما يظهر.
(بلغ) : البلوغ والبلاغ الانتهاء إلى أقصى المقصد والمنتهى مكانا كان أو زمانا أو أمرا من الأمور المقدرة وربما يعبر به عن المشارفة عليه وإن لم ينته إليه فمن الانتهاء بلغ أشده وبلغ أربعين سنة ، وقوله عزوجل : (فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَ) ـ (ما هُمْ بِبالِغِيهِ) ـ (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ) ـ (لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ) ـ (أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ) أي منتهية فى التوكيد. والبلاغ التبليغ نحو قوله عزوجل : (هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ) وقوله عزوجل : (بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ) ـ (وَما عَلَيْنا إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) ـ (فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ) والبلاغ الكفاية نحو قوله عزوجل : (إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ) وقوله عزوجل : (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) أي إن لم تبلغ هذا أو شيئا مما حملت تكن فى حكم من لم يبلغ شيئا من رسالته وذلك أن حكم الأنبياء وتكليفاتهم أشد وليس حكمهم كحكم سائر الناس الذين يتجافى عنهم إذا خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا وأما قوله عزوجل : (فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ) فللمشارفة فإنها إذا انتهت إلى أقصى الأجل لا يصح للزوج مراجعتها وإمساكها. ويقال بلغته الخبر وأبلغته مثله وبلغته أكثر ، قال تعالى : (أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي) وقال :