والسخط. ووجود بالعقل أو بواسطة العقل كمعرفة الله تعالى ومعرفة النبوة : وما ينسب إلى الله تعالى من الوجود فبمعنى العلم المجرد إذ كان الله منزها عن الوصف بالجوارح والآلات نحو : (وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ) ـ (وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ) وكذلك المعدوم يقال على هذه الأوجه. فأما وجود الله تعالى للأشياء فبوجه أعلى من كل هذا ويعبر عن التمكن من الشيء بالوجود نحو : (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) أي حيث رأيتموهم ، وقوله : (فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ) أي تمكن منهما وكانا يقتتلان ، وقوله : (وَجَدْتُ امْرَأَةً) إلى قوله : (يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ) فوجود بالبصر والبصيرة فقد كان منه مشاهدة بالبصر واعتبار لحالها بالبصيرة ، ولو لا ذلك لم يكن له أن يحكم بقوله : (وَجَدْتُها وَقَوْمَها) الآية ، وقوله : (فَلَمْ تَجِدُوا ماءً) فمعناه فلم تقدروا على الماء ، وقوله : (مِنْ وُجْدِكُمْ) أي تمكنكم وقدر غناكم ، ويعبر عن الغنى بالوجدان والجدة ، وقد حكى فيه الوجد والوجد والوجد ، ويعبر عن الحزن والحب بالوجد ، وعن الغضب بالموجدة ، وعن الضالة بالوجود. وقال بعضهم الموجودات ثلاثة أضرب : موجود لا مبدأ له ولا منتهى ، وليس ذلك إلا الباري تعالى ، وموجود له مبدأ ومنتهى كالناس فى النشأة الأولى وكالجواهر الدنيوية ، وموجود له مبدأ وليس له منتهى ، كالناس فى النشأة الآخرة.
(وجس) : الوجس الصوت الخفي والتوجس التسمع والإيجاس وجود ذلك فى النفس ، قال : (فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً) فالوجس قالوا هو حالة تحصل من النفس بعد الهاجس لأن الهاجس مبتدأ التفكير ثم يكون الواجس الخاطر.
(وجل) : الوجل استشعار الخوف ، يقال وجل يوجل وجلا فهو وجل ، قال : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) ـ (إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ) ـ (قالُوا لا تَوْجَلْ) ـ (وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ).
(وجه) : أصل الوجه الجارحة ، قال : (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ) ـ (وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ) ولما كان الوجه أول ما يستقبلك ، وأشرف ما فى ظاهر البدن استعمل فى مستقبل كل شىء وفى أشرفه ومبدئه فقيل وجه كذا ووجه النهار. وربما عبر عن الذات بالوجه فى قول الله : (وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) قيل ذاته وقيل أراد بالوجه هاهنا التوجه إلى الله تعالى بالأعمال