(بره) : البرهان بيان للحجة وهو فعلان مثل الرجحان والثنيان. وقال بعضهم : هو مصدر بره يبره إذا ابيض ورجل أبره وامرأة برهاء وقوم بره وبرهرهة شابة بيضاء. والبرهة مدة من الزمان ؛ فالبرهان أوكد الأدلة وهو الذي يقتضى الصدق أبدا ، لا محالة. وذلك أن الأدلة خمسة أضرب : دلالة تقتضى الصدق أبدا ودلالة تقتضى الكذب أبدا. ودلالة إلى الصدق أقرب ، ودلالة إلى الكذب أقرب ، ودلالة هى إليهما سواء ، قال تعالى : (قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) ـ (قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ) ـ (قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ).
(برأ) : أصل البرء والبراء والتبري التفصى مما يكره مجاورته ، ولذلك قيل برأت من المرض وبرأت من فلان وتبرأت وأبرأته من كذا وبرأته ورجل برىء وقوم برآء وبريئون قال عزوجل (بَراءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) وقال : (أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) وقال : (أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ) ـ (إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) ـ (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ) ـ (فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا) وقال تعالى : (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا) ، والباري خص بوصف الله تعالى نحو قوله تعالى : (الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ) وقوله تعالى : (فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ) والبرية الخلق ، قيل أصله الهمز فترك وقيل ذلك من قولهم بريت العود ، وسميت برية لكونها مبرية عن البرى أي التراب بدلالة قوله تعالى : (خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ) وقوله تعالى : (أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) وقال تعالى : (شَرُّ الْبَرِيَّةِ).
(بزغ) : قال الله تعالى : (فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً) ـ (فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً) أي طالعا منتشر الضوء ، وبزغ الناب تشبيها به وأصله من بزغ البيطار الدابة أسال دمها فبزغ هو أي سال.
(بسّ) : قال الله تعالى : (وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا) أي فتتت من قولهم بسست الحنطة والسويق بالماء فتته به وهى البسيسة وقيل معناه سقت سوقا سريعا من قولهم انبست الحيات انسابت انسيابا سريعا فيكون كقوله عزوجل : (وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ) وكقوله تعالى : (وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ) وبسست الإبل زجرتها عند السوق ، وأبسست بها عند الحلب أي رققت لها