الأرواح. وقال : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ) أي علم وفهم (وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ) ، وقوله : (وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ) ، وقوله : (وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ) أي تثبت به شجاعتكم ويزول خوفكم وعلى عكسه (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) ، وقوله : (ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَ) أي أجلب للعفة ، وقوله : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ) ، وقوله : (وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى) أي متفرقة ، وقوله : (وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) قيل العقل وقيل الروح فأما العقل فلا يصح عليه ذلك ، قال ومجازه مجاز قوله : (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) والأنهار لا تجرى وإنما تجرى المياه التي فيها. وتقلب الشيء تغييره من حال إلى حال نحو قوله تعالى : (يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ) وتقليب الأمور تدبيرها والنظر فيها ، قال تعالى : (وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ) وتقليب الله القلوب والبصائر صرفها من رأى إلى رأى ، قال : (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ) وتقليب اليد عبارة عن الندم ذكرا لحال ما يوجد عليه النادم ، قال : (فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ) أي يصفق ندامة ، قال الشاعر :
كمغبون يعض على يده |
|
تبين غبنه بعد البياع |
والتقلب التصرف ، قال : (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) وقال : (أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ) ورجل قلب حول كثير التقلب والحيلة ، والقلاب داء يصيب القلب ، وما به قلبة علة يقلب لأجلها ، والقليب البئر التي لم تطو ، والقلب المقلوب من الأسورة.
(قلد) : القلد الفتل ، يقال قلدت الحبل فهو قليد ومقلود والقلادة المفتولة التي تجعل فى العنق من خيط وفضة وغيرهما وبها شبه كل ما يتطوق وكل ما يحيط بشيء يقال تقلد سيفه تشبيها بالقلادة ، كقوله : توشح به تشبيها بالوشاح ، وقلدته سيفا يقال تارة إذا وشحته به وتارة إذا ضربت عنقه. وقلدته عملا ألزمته وقلدته هجاء ألزمته ، وقوله تعالى : (لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي ما يحيط بها ، وقيل خزائنها ، وقيل مفاتحها والإشارة بكلها إلى معنى واحد ، وهو قدرته تعالى عليها وحفظه لها.