اى أمن واستقرار ، ويوم القر بعد يوم النحر لاستقرار الناس فيه بمنى ، واستقر فلان إذا تحرى القرار ، وقد يستعمل فى معنى قر كاستجاب وأجاب قال فى الجنة : (خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً) وفى النار : (ساءَتْ مُسْتَقَرًّا) ، وقوله : (فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ) قال ابن مسعود مستقر فى الأرض ومستودع فى القبور. وقال ابن عباس : مستقر فى الأرض ومستودع فى الأصلاب. وقال الحسن : مستقر فى الآخرة ومستودع فى الدنيا. وجملة الأمر أن كل حال ينقل عنها الإنسان فليس بالمستقر التام والإقرار إثبات الشيء ، قال تعالى : (وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ) وقد يكون ذلك إثباتا إما بالقلب وإما باللسان وإما بهما ، والإقرار بالتوحيد وما يجرى مجراه لا يعنى باللسان ما لم يضامه الإقرار بالقلب ، ويضاد الإقرار الإنكار وأما الجحود فإنما يقال فيما ينكر باللسان دون القلب ، وقد تقدم ذكره ، قال تعالى : (ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ) ـ (ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا) وقيل قرت ليلتنا تقر ويوم قر وليلة قرة ، وقر فلان فهو مقرور أصابه القر ، وقيل حرة تحت قرة ، وقررت القدر أقرها صببت فيها ماء قارا أي باردا واسم ذلك الماء القرارة والقررة. واقتر فلان اقترارا نحو تبرد وقرت عينه تقر سرت ، قال تعالى : (كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها) وقيل لمن يسر به قرة عين ، قال : (قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ) وقوله تعالى : (هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) قيل أصله من القر أي البرد فقرت عينه. قيل معناه بردت فصحت ، وقيل بل لأن للسرور دمعة باردة قارة وللحزن دمعة حارة ، ولذلك يقال فيمن يدعى عليه : أسخن الله عينيه ، وقيل هو من القرار. والمعنى أعطاه الله ما تسكن به عينه فلا يطمح إلى غيره ، وأقر بالحق اعترف به وأثبته على نفسه. وتقرر الأمر على كذا أي حصل ، والقارورة معروفة وجمعها قوارير ، قال تعالى : (قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ) ، وقال تعالى : (صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ) أي من زجاج.
(قرب) : القرب والبعد يتقابلان ، يقال قربت منه أقرب وقربته أقربه قربا وقربانا ويستعمل ذلك فى المكان والزمان وفى النسبة وفى الحظوة والرعاية والقدرة ، فمن الأول نحو قوله تعالى : (وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ) ـ (وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ) ـ (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى) ـ (فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا). وقوله تعالى : (وَلا تَقْرَبُوهُنَ) كناية عن الجماع كقوله : (فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ) ، وقوله : (فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ)