فكل آل للنبى أمة له وليس كل أمة له آله. وقيل لجعفر الصادق رضى الله عنه : الناس يقولون المسلمون كلهم آل النبي عليه الصلاة والسلام ، فقال : كذبوا وصدقوا ، فقيل له ما معنى ذلك؟ فقال : كذبوا فى أن الأمة كافتهم آله وصدقوا فى أنهم إذا قاموا بشرائط شريعته آله. وقوله تعالى : (رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ) أي من المختصين به وبشريعته وجعله منهم من حيث النسب أو المسكن ، لا من حيث تقدير القوم أنه على شريعتهم وقيل فى جبرائيل وميكائيل إن إبل اسم الله تعالى وهذا لا يصح بحسب كلام العرب ، لأنه كان يقتضى أن يضاف إليه فيجر إيل فيقال جبرائيل. وآل الشيء شخصه المتردد قال الشاعر :
ولم يبق إلا آل خيم منضّد
والآل أيضا الحال التي يئول إليها أمره ، قال الشاعر :
سأحمل نفسى على آلة |
|
فإما عليها وإما لها |
وقيل لما يبدو من السراب آل ، وذلك لشخص يبدو من حيث المنظر وإن كان كاذبا ، أو لتردد هواء وتموج فيكون من آل يئول ، وآل اللبن يئول إذا خثر كأنه رجوع إلى نقصان كقولهم فى الشيء الناقص : راجع.
(أول) : التأويل من الأول أي الرجوع إلى الأصل ومنه الموئل للموضع الذي يرجع إليه وذلك هو رد الشيء إلى الغاية المرادة منه علما كان أو فعلا ، ففي العلم نحو : (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) وفى الفعل كقول الشاعر :
وللنوى قبل يوم البين تأويل
وقوله تعالى : (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ) أي بيانه الذي هو غايته المقصودة منه. وقوله تعالى : (ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) قيل أحسن معنى وترجمة ، وقيل أحسن ثوابا فى الآخرة. والأول : السياسة التي تراعى مآلها ، يقال : أول لنا وأيل علينا. وأول ، قال الخليل تأسيسه من همزة وواو ولام فيكون فعل ، وقد قيل من واوين ولام فيكون أفعل والأول أفصح لقلة وجود ما فاؤه وعينه حرف واحد كددن ، فعلى الأول يكون من آل يئول وأصله أول