ما روى أنه رأى عبد الله بن أنيس فقال : «إن يطل عمر هذا الغلام لم يمت حتى تقوم الساعة» فقيل إنه آخر من مات من الصحابة والساعة الصغرى وهى موت الإنسان ، فساعة كل إنسان موته وهى المشار إليها بقوله : (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللهِ حَتَّى إِذا جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً) ومعلوم أن هذه الحسرة تنال الإنسان عند موته لقوله : (وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ) الآية وعلى هذا قوله : (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ) وروى أنه كان إذا هبت ريح شديدة تغير لونه عليهالسلام فقال : «تخوفت الساعة» وقال : «ما أمد طرفى ولا أغضها إلا وأظن أن الساعة قد قامت» يعنى موته. ويقال عاملته مساوعة نحو معاومة ومشاهرة ، وجاءنا بعد سوع من الليل وسواع أي بعد هدء ، وتصور من الساعة الإهمال فقيل أسعت الإبل أسيعها وهو ضائع سائع ، وسواع اسم صنم. قال : (وَدًّا وَلا سُواعاً).
(ساغ) : ساغ الشراب فى الخلق سهل انحداره ، وأساغه كذا. قال : (سائِغاً لِلشَّارِبِينَ) ـ (وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ) وسوغته مالا مستعار منه ، وفلان سوغ أخيه إذا ولد إثره عاجلا تشبيها بذلك.
(سوف) : سوف حرف يخصص أفعال المضارعة بالاستقبال ويجردها عن معنى الحال نحو : (سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي) وقوله : (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) تنبيه أن ما يطلبونه وإن لم يكن فى الوقت حاصلا فهو مما يكون بعد لا محالة ويقتضى معنى المماطلة والتأخير ، واشتق منه التسويف اعتبارا بقول الواعد سوف أفعل كذا والسوف شم التراب والبول ، ومنه قيل للمفازة التي يسوف الدليل ترابها مسافة ، قال الشاعر :
إذا الدليل استاف أخلاق الطرق
والسواف مرض الإبل يشارف بها الهلاك وذلك لأنها تشم الموت أو يشمها الموت وإما لأنه مما سوف تموت منه.
(ساق) : سوق الإبل جلبها وطردها ، يقال سقته فانساق ، والسيقة ما يساق من الدواب وسقت المهر إلى المرأة وذلك أن مهور هم كانت الإبل وقوله : (إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ) نحو قوله : (وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى) وقوله : (سائِقٌ