«يقنت» : من القنوت ، وهو يعني الطاعة المقرونة بالخضوع والأدب ، والقرآن يريد بهذا التعبير أن يأمرهن بأن يطعن الله ورسوله ، ويراعين الأدب مع ذلك تماماً.
«الرزق الكريم» له معنى واسع يتضمّن كل المواهب المادية والمعنوية ، وتفسيره بالجنة باعتبارها مجمعاً لكل هذه المواهب.
(يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً (٣٢) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (٣٣) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً) (٣٤)
هكذا يجب أن تكون نساء النبي : كان الكلام في الآيات السابقة عن موقع نساء النبي ومسؤولياتهن الخطيرة ، ويستمرّ هذا الحديث في هذه الآيات ، وتأمر الآيات نساء النبي صلىاللهعليهوآله بسبعة أوامر مهمة ؛ فيقول سبحانه في مقدّمة قصيرة : (يَا نِسَاءَ النَّبِىّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ). فإنّ انتسابكن إلى النبي قد منحكن موقعاً خاصاً بحيث تقدرن على أن تكنّ نموذجاً وقدوة لكل النساء ، سواء كان ذلك في مسير التقوى أم مسير المعصية.
وبعد هذه المقدمة التي هيّأتهن لتقبّل المسؤوليات وتحمّلها ، فإنّه تعالى أصدر أوّل أمر في مجال العفّة ، فيقول : (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِى فِى قَلْبِهِ مَرَضٌ). بل تكلّمن عند تحدثكنّ بجدّ وباسلوب عادي.
إنّ التعبير ب (الَّذِى فِى قَلْبِهِ مَرَضٌ) تعبير بليغ جدّاً ، ومؤدّ لحقيقة أنّ الغريزة الجنسية عندما تكون في حدود الإعتدال والمشروعية فهي عين السلامة ، أمّا عندما تتعدّى هذا الحدّ فإنّها ستكون مرضاً قد يصل إلى حد الجنون.
ويبيّن الأمر الثاني في نهاية الآية فيقول عزوجل : يجب عليكن التحدّث مع الآخرين بشكل لائق ومرضي لله ورسوله ، ومقترناً مع الحق والعدل : (وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا).