الخوض معهم في أي شأن من الشؤون ، ثمّ عرض الإمام إلى فقرة اخرى من وصيّته قائلا :
يا كميل ، قل الحقّ على كلّ حال ، ووازر المتّقين ، واهجر الفاسقين.
يا كميل ، جانب المنافقين ، ولا تصاحب الخائنين.
أمر الإمام عليهالسلام بهذه الكلمات أن يقول الإنسان الحقّ في جميع الأحوال ، وأن يؤازر المتّقين ويهجر الفاسقين الذين هم من أراذل المجتمع .. ويقول الإمام في وصيّته :
يا كميل ، إيّاك إيّاك والتّطرق إلى أبواب الظّالمين والاختلاط بهم ، والاكتساب منهم ، وإيّاك أن تطيعهم ، وأن تشهد في مجالسهم بما يسخط الله عليك.
يا كميل ، إذا اضطررت إلى حضورهم فداوم ذكر الله والتّوكّل عليه ، واستعذ بالله من شرّهم ، وأطرق عنهم (١) وأنكر بقلبك فعلهم ، واجهر بتعظيم الله تعالى لتسمعهم ، فإنّهم يهابونك وتكفى شرّهم.
وفي هذه الكلمات نهى الإمام عليهالسلام من الاختلاط بالظالمين ؛ امتثالا لقوله تعالى : ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ) ، وإذا اضطرّ الإنسان إلى حضور دوائرهم فعليه أن يذكر الله تعالى ، ويستعيذ به من شرّهم وآثامهم فإنّ ذلك أدنى للتخلّص من حرمة مجالستهم .. ويأخذ الإمام عليهالسلام في وصيّته قائلا :
يا كميل ، إنّ أحبّ ما امتثله العباد إلى الله بعد الإقرار به وبأوليائه التّجمّل
__________________
(١) أطرق عنهم : أي اسكت ولا تتكلّم.