أرأيتم هذه الوصايا القيّمة التي تسمو بالإنسان ، وتجعله في مصاف الملائكة! وحسبها عظمة أنّها وصايا إمام المتّقين وسيّد العارفين .. ويأخذ الإمام في وصيّته قائلا :
يا بنيّ! عزّ المؤمن غناه عن النّاس. والقناعة مال لا ينفد. ومن أكثر ذكر الموت رضي من الدّنيا باليسير. ومن علم أنّ كلامه من عمله قلّ كلامه إلاّ فيما ينفعه. العجب ممّن خاف العقاب ورجا الثّواب فلم يعمل. الذّكر نور.
والغفلة ظلمة. والجهالة ضلالة. والسّعيد من وعظ بغيره. والأدب خير ميراث. وحسن الخلق خير قرين.
يا بنيّ! رأس العلم الرّفق ، وآفته الخرق. ومن كنوز الإيمان الصّبر على المصائب.
والعفاف زينة الفقر ، والشّكر زينة الغنى. ومن أكثر من شيء عرف به ، ومن كثر كلامه كثر خطؤه ، ومن كثر خطاؤه قل حياؤه ، ومن قل حياؤه قل ورعه ، ومن قلّ ورعه مات قلبه ، ومن مات قلبه دخل النّار.
يا بنيّ! لا تؤيس مذنبا ، فكم من عاكف على ذنبه ختم له بخير ، وكم من مقبل على عمله مفسد له في آخر عمره صائر إلى النّار. من تحرّى الصّدق خفّت عليه الامور.
يا بنيّ! كثرة الزّيارة تورث الملالة.
يا بنيّ! الطّمأنينة قبل الخبرة ضدّ الحزم. وإعجاب المرء بنفسه يدلّ على ضعف عقله.
أرأيتم هذه الحكم التي تفجّرت من أمير البيان ، وهي تبني صرحا للأخلاق والآداب؟ وتؤسّس مناهج التربية التي ترفع مستوى الإنسان ، وتجعله خليفة الله