(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئاً أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٤١) سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (٤٢)
سبب النّزول
في تفسير مجمع البيان عن الإمام الباقر عليهالسلام قال : إنّ إمراة من خيبر ذات شرف بينهم ، زنت مع رجل من أشرافهم ، وهما محصنان ، فكرهوا رجمهما فأرسلوا إلى يهود المدينة ، وكتبوا إليهم ، أن يسألوا النبي عن ذلك ، طمعاً في أن يأتي لهم برخصة ، فانطلق قوم منهم : كعب بن الأشرف ، وكعب بن أسيد ، وشعبة بن عمرو ، ومالك بن الصيف ، وكنانة بن أبي الحقيق ، وغيرهم فقالوا : يا محمّد أخبرنا عن الزاني والزانية إذا أحصنا ما حدّهما؟ فقال : «وهل ترضون بقضائي في ذلك؟» قالوا : نعم. فنزل جبرائيل بالرجم ، فأخبرهم بذلك فأبوا أن يأخذوا به ، فقال جبرائيل : اجعل بينك وبينهم ابن صوريا ، ووصفه له. فقال النبي صلىاللهعليهوآله : «هل تعرفون شاباً أمرد ، أبيض ، أعور ، يسكن فدكاً يقال له ابن صوريا؟» قالوا : نعم. قال : «فأيّ رجل هو فيكم؟» قالوا : أعلم يهوديّ بقي على ظهر الأرض بما أنزل الله على موسى. قال : «فأرسلوا إليه». ففعلوا فأتاهم عبد الله بن صوريا ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : «إنّي أنشدك الله الذي لا إله إلّاهو ، الذي أنزل التوراة على موسى ، وفلق لكم البحر ، وأنجاكم ، وأغرق آل فرعون ، وظلّل عليكم الغمام ، وأنزل عليكم المنّ والسلوى ، هل تجدون في كتابكم الرجم على من أحصن؟» قال ابن