تُرك لم تُناظَروا» (١). أي أنّ البلاء الإلهي سيشملكم دون إمهال.
٢ ـ أقسام الحج : لقد قسّم الفقهاء العظام وبإلهام من الآيات والأحاديث الشريفة عن النبي وآله : الحج إلى ثلاثة أقسام : حج التمتع ، حج القِران ، وحج الإفراد.
أمّا حج التمتع فيختص بمن كان على مسافة ٤٨ ميلاً فصاعداً من مكة (١٦ فرسخ وما يعادل ٩٦ كيلومتر تقريباً) ، وأمّا حج القِران والإفراد فيتعلقان بمن كان أدنى من هذه الفاصلة. ففي حج التمتع يأتي الحاج بالعمرة أوّلاً ، ثم يحلّ من إحرامه وبعد ذلك يأتي بمراسم الحج في أيامه المخصوصة ، ولكن في حج القِران والإفراد يبدأ أوّلاً بأداء مراسم الحج ، ثم بعد الانتهاء منها يشرع بمناسك العمرة مع تفاوت أنّ الحاج في حج القِران يأتي ومعه هديه ، أمّا في حج الإفراد فلا هدي فيه.
(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (١٩٧) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (١٩٨) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (١٩٩)
تواصل هذه الآيات الشريفة بيان أحكام الحج وزيارة بيت الله الحرام وتقرر طائفة من التشريعات الجديدة :
١ ـ تقول الآية : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ).
والمراد بهذه الأشهر : هي شوال ، ذي القعدة ، ذي الحجة.
٢ ـ ثم تأمر الآية الكريمة فيمن أحرم إلى الحج وشرع بأداء مناسك الحج وتقول : (فَمَن فَرَضَ فِيْهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِى الْحَجّ).
__________________
(١) نهج البلاغة ، الرسالة ٤٧ ، (وصيّة الإمام لابنيه الحسن والحسين عليهماالسلام).