(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ) وذلك أن الله أنزل أن للمتقين عند ربهم فى الآخرة جنات النعيم ، فقال كفار مكة بنو عبد شمس بن عبد مناف بمكة لبنى هاشم ولبنى عبد المطلب بن عبد مناف للمؤمنين منهم : إنا نعطى فى الآخرة من الخير مثل ما تعطون ، فقال الله ـ تعالى ـ : «أم حسب الذين اجترحوا السيئات» يعنى الذين عملوا الشرك يعنى كفار بنى عبد شمس (أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) من بنى هاشم ، وبنى المطلب ، منهم حمزة ، وعلى بن أبى طالب ، وعبيدة بن الحارث ، وعمر بن الخطاب (سَواءً مَحْياهُمْ) فى نعيم الدنيا (وَ) سواء (مَماتُهُمْ) فى نعيم الآخرة (ساءَ ما يَحْكُمُونَ) ـ ٢١ ـ يقول بئس ما يقضون من الجور «حين يرون» (١) أن لهم فى الآخرة ما للمؤمنين ، فى الآخرة الدرجات فى الجنة ونعيمها «للمؤمنين» (٢) ، والكافرون فى النار يعذبون (٣) [١٥٠ ب].
قوله : (وَخَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ) يقول لم أخلقهما عبثا لغير شيء ، ولكن خلقتهما لأمر هو كائن (وَلِتُجْزى) يقول ولكي تجزى (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ) يعنى بما عملت فى الدنيا من خير أو شر (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) ـ ٢٢ ـ فى أعمالهم يعنى لا ينقصون من حسناتهم ، ولا يزاد فى سيئاتهم.
قوله (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ) يعنى الحارث بن قيس السهمي اتخذ إلهه هوى ، وكان من المستهزئين وذلك أنه هوى الأوثان فعبدها (وَأَضَلَّهُ
__________________
(١) «حين يرون» : من ف ، وليس فى أ.
(٢) «للمؤمنين» : زيادة اقتضاها السياق.
(٣) العبارة ركيكة فى أ ، ف وجميع النسخ.