وعشر ذى الحجة ورجع إلى ملكه يوم النحر ، وذلك قوله : (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ ...) : أربعين يوما (... ثُمَّ أَنابَ) يعنى رجع إلى ملكه ، وذلك أنه أتى ساحل البحر فوجد صيادا يصيد [١١٩ ا] السمك فتصدق منه (١) ، فتصدق عليه بسمكة (٢) فشق بطنها فوجد الخاتم فلبسه فرجع إليه البهاء والنور وسجد له كل من رآه وهرب صخر فدخل البحر ، فبعث فى طلبه الشياطين فلم يقدروا عليه حتى أشارت الشياطين على سليمان أن يتخذ على ساحل البحر ، كهيئة العين من الخمر ، وجعلت الشياطين «تشرب» (٣) من ذلك الخمر ويلهون ، فسمع صخر جلبتهم فخرج إليهم فقال لهم : ما هذا اللهو والطرب قالوا مات سليمان بن داود وقد استرحنا منه ، فنحن نشرب ونلهو فقال لهم وأنا أيضا أشرب وألهو معكم ، فلما شرب الخمر فسكر ، أخذوه وأوثقوه وأتى به سليمان فحفر له حجرا فأدخل فيه وأطبق عليه بحجر آخر ، وأذاب الرصاص فصب بين الحجرين وقذف به فى البحر فهو فيه إلى اليوم فلما رجع «سليمان» (٤) إلى ملكه وسلطانه : (قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) ـ ٣٥ ـ فوهب الله ـ عزوجل ـ له من الملك ما لم يكن له ولا لأبيه داود ـ عليهماالسلام ـ فزاده الرياح والشياطين بعد ذلك فذلك قوله ـ تعالى ـ :
__________________
(١) أى طلب منه الصدقة ، ومن ذلك تعلم أنها مهانة لأنبياء الله ، والأنبياء أكرم على الله من أن يهينهم أو يحكم فيهم صخر المارد خصوصا وقد ورد فى الحديث الصحيح ، أن فتنة سليمان هي أنه نسى أن يقول : إن شاء الله.
(٢) كيف يصدق هذا؟ مع قوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ نحن معاشر الأنبياء لا تحل لنا صدقة ، إن القصة كلها مختلفة.
(٣) فى ا : «تشربون» والأنسب : «تشرب».
(٤) «سليمان» : زيادة اقتضاها السياق.