(خَرُّوا سُجَّداً) على وجوههم (وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) وذكروا الله بأمره (وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) ـ ١٥ ـ يعنى لا يتكبرون عن السجود كفعل كفار مكة حين تكبروا عن السجود (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ) نزلت فى الأنصار «تتجافى جنوبهم» يعنى كانوا يصلون بين المغرب والعشاء (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً) من عذابه (وَطَمَعاً) يعنى ورجاء فى رحمته (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ) من الأموال (يُنْفِقُونَ) ـ ١٦ ـ فى طاعة الله ـ عزوجل ـ ثم أخبر بما أعد (١) لهم ، فقال : ـ عزوجل ـ (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ) فى جنات عدن مما لم تر عين ، ولم تسمع أذن ، ولم يخطر على قلب قائل (مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) ـ ١٧ به (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً) وذلك أن الوليد بن عقبة بن أبى معيط من بنى أمية أخو عثمان بن عفان ـ رضى الله عنه ـ من أمه قال لعلى بن أبى طالب ـ رضى الله عنه ـ : اسكت فإنك صبي ، وأنا أحد منك سنانا ، وأبسط منك لسانا ، وأكثر حشوا فى الكتيبة منك. قال له على ـ عليهالسلام ـ : اسكت فأنت فاسق. فأنزل الله ـ جل ذكره ـ : «أفمن كان مؤمنا» يعنى عليا ـ عليهالسلام (كَمَنْ كانَ فاسِقاً) يعنى الوليد (لا يَسْتَوُونَ) ـ ١٨ ـ أن يتوبوا من الفسق ، ثم أخبر بمنازل المؤمنين وفساق الكفار فى الآخرة ، فقال ... سبحانه ـ : (أَمَّا الَّذِينَ) (٢) (آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ) فى الآخرة (جَنَّاتُ الْمَأْوى) مأوى المؤمنين ويقال مأوى أرواح الشهداء (نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) ـ ١٩ ـ (وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا) يعنى عصوا يعنى الكفار (فَمَأْواهُمُ) يعنى ـ عزوجل ـ فمصيرهم (النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَقِيلَ لَهُمْ) وذلك أن جهنم
__________________
(١) فى ا : ما أعد.
(٢) فى ا : «فأما الذين».