بِهِ الْأَرْضَ) يعنى قارون وأصحابه (وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا) يعنى قوم نوح ، وقوم فرعون (وَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ) فيعذبهم على غير ذنب (وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) ـ ٤٠ ـ يخوف كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية لئلا يكذبوا محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، ثم قال ـ عزوجل ـ (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ) يعنى الآلهة وهي الأصنام اللات والعزى ومناة وهبل (كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ) وذلك أن الله ـ عزوجل ـ ضرب مثل الصنم فى الضعف يعنى كشبه العنكبوت إذا (اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ) يعنى أضعف (الْبُيُوتِ) كلها (لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ) فكذلك ضعف الصنم هو أضعف من بيت العنكبوت (لَوْ) يعنى إن (كانُوا يَعْلَمُونَ) ـ ٤١ ـ ولكن لا يعلمون ، ثم قال ـ تعالى ـ : (إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ) يعنى الأصنام (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ـ ٤٢ ـ يعنى العزيز فى ملكه الحكيم فى أمره ، ثم قال ـ عزوجل ـ : (وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ) يقول وتلك الأشباه نبينها لكفار مكة ، فيما ذكر من أمر الصنم (وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ) ـ ٤٣ ـ يقول الذين يعقلون عن الله ـ عزوجل ـ الأمثال (خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ) لم يخلقهما باطلا لغير شيء خلقهما لأمر هو كائن (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ) ـ ٤٤ ـ يقول إن فى [٧٤ أ] خلقهما لعبرة للمصدقين بتوحيد الله ـ عزوجل ـ (اتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ) يعنى أقرأ على أهل الكتاب ما أنزل إليك من القرآن ، ثم قال ـ تعالى ـ : (وَأَقِمِ) يعنى وأتم (الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ) يعنى عن المعاصي (وَ) عن (الْمُنْكَرِ) يعنى بالمنكر ما لا يعرف يقول إن الإنسان ما دام يصلى لله ـ عزوجل