عليه وسلم ـ انطلق غازيا وانطلق معه (١) عائشة بنت (٢) أبى بكر ـ رضى الله عنهما ـ زوج النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، ومع النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يومئذ رفيق له ، يقال له صفوان بن المعطل من بنى سليم ، وكان النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إذا سار ليلا مكث صفوان فى مكانه حتى يصبح فإن سقط من المسلمين شيء من متاعهم حمله إلى العسكر فعرفه ، فإذا جاء صاحبه دفعه إليه ، وأن عائشة ـ رضى الله عنها ـ لما نودي بالرحيل ذات ليلة (٣) ركبت الرحل فدخلت هودجها ، ثم ذكرت حليا كان لها نسيته فى المنزل (٤) فنزلت لتأخذ الحلي ولا يشعر بها صاحب البعير فانبعث البعير فسار مع المعسكر فلما وجدت عائشة ـ رضى الله عنها ـ حليها وكان جزعا ظفار يا لا ذهب فيه ولا فضة ولا جوهر (٥) فإذا البعير قد ذهب فجعلت تمشى على إثره وهي تبكى ، وأصبح صفوان بن المعطل فى المنزل (٦) ، ثم سار فى أثر النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وأصحابه فإذا هو بعائشة ـ رضى الله عنها ـ قد غطت وجهها تبكى. فقال صفوان : من هذا؟ فقالت : أنا عائشة؟ فاسترجع (٧) ونزل عن بعيره (٨) وقال : ما شأنك يا أم المؤمنين. فحدثته بأمر الحلي فحملها على بعيره ،
__________________
(١) كذا فى أ ، ل ، ز ، ف.
(٢) فى الأصل : ابنت.
(٣) فى أ : ذلك ليلة ، ل : ذات ليلة ، والجملة ساقطة من ز.
(٤) هكذا فى أ ، ز ، ل ، ف ، والمراد بالمنزل اسم مكان للنزول وهو الموضع الذي نزلت به لنقضي حاجتها بعيدا عن الجيش.
(٥) ما بين الأقواس «...» من أ ، ل وساقط من ز. وفى أ : ولا جوهرا.
(٦) أى فى المكان الذي نزل به الجيش.
(٧) استرجع : أى قال : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ.)
(٨) وردت هذه القصة فى لباب النقول للسيوطي : ١٥٧ ، وقد أخرجها الشيخان وغيرهما عن عائشة ـ رضى الله عنها.