عليه انسان وهو فاتح لبصره (١) فادركه انّ الادراك فعل للهاجم عليه دون الفاتح لبصره
وقال قائلون : دخول السهم فى جسد المعترض (٢) له فعل للرامى (٣) فاما الاحراق فهو فعل لمن زجّ نفسه فى النار والقتل لمن رمى بنفسه على الحديدة المنصوبة
واختلف مثبتو التولّد من المعتزلة فى الاسباب التى تكون عنها المسبّبات هل هى متقدّمة لها او (٤) موجودة مع وجودها
فقال قائلون : السبب مع المسبّب لا يجوز ان يتقدّمه ، وقال قائلون : السبب الّذي يتولّد عنه المسبّب لا يكون الا قبله ، وقال قائلون : من الاسباب ما يكون مع مسبّباتها المتولّدة عنها ومنها ما يتقدّم المسبّبات بوقت فاما ما كان قبل المسبّب بوقتين فليس ذلك المسبّب متولّدا (٥) عنه ، وجوّز بعضهم ان يتقدّم السبب المسبّب (٦) اكثر من وقت واحد
واختلفوا فى السبب هل هو موجب للمسبّب أم لا على مقالتين : فقال اكثر المعتزلة المثبتين للتولّد : (٧) الاسباب موجبة لمسبّباتها ،
__________________
(١) فاتح لبصره : فاتح البصر ح
(٢) المعترض : المعرض ح
(٣) للرامى : الرامى ح
(٤) او : أم د
(٦) متولدا ... المسبب : ساقطة من ح وهى فى س على الهامش
(٥) متولدا د متولد ق س
(٧) التولد ح