منه الا خرجت قال بلى قال فما المخرج مما نزل قال له عمرو بن العاص فلى عليك ان لا تخرج مصر من يدى ما بقيت قال لك ذلك ولك به عهد الله وميثاقه قال فأمر بالمصاحف فترفع ثم يقول اهل الشام لأهل العراق يا اهل العراق كتاب الله بيننا وبينكم البقية البقية فانه ان اجابك الى ما تريده خالفه اصحابه وان خالفك خالفه اصحابه وكان عمرو بن العاص فى رأيه الّذي اشار به كأنه ينظر الى الغيب من وراء حجاب رقيق فأمر معاوية اصحابه برفع المصاحف وبما اشار به عليه عمرو بن العاص ففعلوا ذلك فاضطراب (١) اهل العراق على عليّ رضوان الله عليه وابوا عليه الا التحكيم وان يبعث عليّ حكما ويبعث معاوية حكما فاجابهم (٢) عليّ الى ذلك بعد امتناع اهل العراق عليه ان لا يجيبهم إليه فلما اجاب عليّ الى ذلك وبعث معاوية واهل الشام عمرو بن العاص حكما وبعث عليّ واهل العراق أبا موسى حكما واخذ بعضهم على بعض العهود والمواثيق اختلف اصحاب عليّ عليه وقالوا قال الله تعالى : (فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ) (٤٩ : ٩) ولم يقل حاكموهم وهم البغاة : فان عدت الى قتالهم واقررت على نفسك بالكفر اذ اجبتهم الى التحكيم والا نابذناك وقاتلناك فقال عليّ رضوان الله عليه قد ابيت عليكم فى اوّل الامر فابيتم (٣) الا اجابتهم الى ما سألوا فاجبناهم واعطيناهم العهود والمواثيق وليس يسوغ لنا الغدر فابوا الا خلعه واكفاره بالتحكيم وخرجوا عليه فسمّوا خوارج لانهم
__________________
(١) واضطرب ق
(٢) حكما فاجابهم : حكما ما فاجابهم د
(٣) وابيتم د