هى المدركة من هذه الفتوح (١) ومن هذه الطرق وانما اختلفت فصار واحد منها سمعا وآخر بصرا وآخر شمّا (٢) على قدر ما مازجها (٣) من الموانع ، فاما جوهر (٤) الحسّاس فلا يختلف ولو اختلف جوهر الحسّاس لتمانع ولتفاسد كتمانع المختلف وتفاسد المتضادّ ، وزعم ان اختلاف المحسوس من اللون والصوت (٥) فى جنسهما وانفسهما ولو (٦) كان يدلّ على اختلاف جنس البصر والسمع لكان ينبغى ان يكون بعض البصر اشدّ خلافا لبعض من السمع للبصر لأن السواد وان كان مرئيّا فهو اشدّ مخالفة لجنس البياض من جنس الحموضة للسواد قال فلما كان ذلك فاسدا لم يجب ان تختلف الحواسّ لاختلاف المحسوسات ، وقال الجاحظ : فالحسّاس ضرب واحد (٧) والحسّ ضرب واحد والمحسوسات ثلاثة اضرب : مختلف (٨) كالطعم واللون ومتّفق [ك ...] ومتضادّ كالسواد والبياض ، وكان يجيب عن (٩) قول من قال : هل يقدر الله سبحانه ان يخلق حاسّة سادسة لا تعقل كيفيتها لمحسوس سادس لا تعلم كيفيته؟ بأنه (١٠) وان (١١) كان لا تعلم كيفية ذلك المحسوس فقد علم انه لا يخلو من ان يدرك بالمجاورة او بالمداخلة او بالاتصال ولا بدّ لتلك الحاسّة من ان
__________________
(١) الفتوح : الفروج س ح
(٢) شما : شاما د [ق]
(٣) مازجها : مزجها س ح
(٤) فاما جوهر : فى الاصول كلها : فاما جواهر
(٥) والصوت [ق] والضرب د س ح
(٦) ولو : لو د س ح
(٧) والحس ضرب واحد : ساقطة من [ق]
(٨) مختلف : مختلفة س ح
(٩) يجيب عن : فى الاصول : يجب على
(١٠) بانه : وانه [ق]
(١١) وان : ان س ح