عنهم (وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ) متّسع من الكهف ، ينالهم روح النّسيم (ذلِكَ) أي ايواؤهم الى الكهف وحفظهم ، أو : ميل الشمس عنهم (مِنْ آياتِ اللهِ) دلائل قدرته (مَنْ يَهْدِ اللهُ) بلطفه (فَهُوَ الْمُهْتَدِ) كأهل الكهف. واثبت «نافع» و «أبو عمرو» «الياء» وصلا (١) (وَمَنْ يُضْلِلْ) يخذله (فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً) من يليه ويرشده.
[١٨] ـ (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً) لانفتاح عيونهم أو لتقلّبهم (وَهُمْ رُقُودٌ) نيام (وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ) لئلّا تأكلهم الأرض (وَكَلْبُهُمْ) واسمه «قطمير» كلب راع ، مرّوا به فتبعهم وتبعه كلبه ، أو كلب مرّوا به فتبعهم فطردوه ، فقال : أنا احبّ اولياء الله ، فناموا حتى أحرسكم (باسِطٌ ذِراعَيْهِ) حكاية حال ماضية ولذا عمل (بِالْوَصِيدِ) بفناء الكهف أو العتبة أو الباب ، لم ينم ولم يقم.
وقيل هو مثلهم في النّوم والتّقلّب (٢) (لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ) ورأيتهم (لَوَلَّيْتَ) هربت (مِنْهُمْ فِراراً) مصدر لأنّه بمعنى التولية ، أو علّة (٣) (وَلَمُلِئْتَ) ملئ قلبك ، وشدّده (٤) «نافع» و «ابن كثير» (٥) (مِنْهُمْ رُعْباً) وضمّه (٦) «ابن عامر» و «الكسائي» (٧) أي خوفا لهيبة ألبسهم الله ايّاها أو لعظم أجرامهم وانفتاح عيونهم.
قال «ابن عباس» : غزا معاوية الرّوم فمرّ بالكهف فقال : لو كشف لنا عنهم فرأيناهم ، فقلت له : قد منع ذلك من هو خير منك ، قال تعالى : (لَوِ اطَّلَعْتَ)
__________________
(١) الكشف عن وجوه القراآت ٢ : ٥٣ و ٨٢.
(٢) تفسير مجمع البيان ٣ : ٤٥٦.
(٣) لم نعثر على مصدره وقائله.
(٤) اي اللام.
(٥) حجة القراآت : ٤١٣ والسبعة القراآت : ٣٨٩.
(٦) اي ضمّ العين.
(٧) تفسير البيضاوي ٣ : ١٣٦.