غلام يفسد آلهة أهل الأرض ويدعو إلى غير آلهتكم ويكون هلاك ملكك وهلاك أهل بيتك بسببه ، فقال نمروذ : إن دواء هذا لهين نعزل الرجال عن النساء ، ونعمد إلى كل غلام يولد فى هذه السنة فنقتله إلى أن تنقضي السنة. فقالوا : إن فعلت ذلك وإلا كان الذي قلنا لك. فعمد نمروذ [١١٩ ب] فجعل على كل عشرة رجال رجلا ، وقال لهم : إذا طهرت المرأة فحولوا بينها وبين زوجها إلى أن تحيض ثم يرجع إلى امرأته إلى أن تطهر ثم يحال بينهما فرجع آزر إلى امرأته فجامعها على طهر فحملت ، قالت الكهنة : قد حمل به الليلة. قال نمروذ : انظروا إلى كل امرأة استبان حملها فخلوا سبيلها ، وانظروا بقيتهن. فلما دنا مخاض أم إبراهيم ـ عليهالسلام ـ دنت إلى نهر يابس (١) فولدت فيه ثم لفته فى خرقة فوضعته فى حلفا ثم رجعت إلى بيتها ، فأخبرت زوجها بمكانه ، فعمد أبوه فحفر له سربا فى الأرض ثم جعله فيه وسد عليه بصخرة مخافة السباع فكانت أمه تختلف إليه وترضعه حتى فطمته (٢) وعقل ، وكان ينبت فى اليوم نبات شهر ، وفى الشهر نبات سنة ، وفى السنة نبات سنتين ، فقال لأمه : من ربى؟ قالت : أنا. قال : من ربك؟ قالت : أبوك؟ قال : فمن رب أبى؟ فضربته ، وقالت له : اسكت فسكت الصبى ، ورجعت إلى زوجها ، فقالت : أرأيت الغلام الذي كنا نخبر أنه يغير دين أهل الأرض؟ فهو ابنك وأخبرته الخبر فأتاه أبوه وهو فى السرب ، فقال : يا أبت ، من ربى؟ قال : أمك. قال : فمن رب أمى؟ قال : أنا. قال فمن ربك؟
فضربه ، وقال له : اسكت (وَكَذلِكَ) يعنى هكذا (نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ) يعنى خلق (السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) وما بينهما من الآيات (وَلِيَكُونَ) إبراهيم (مِنَ الْمُوقِنِينَ)
__________________
(١) فى م : بإنس ، وبدون إعجام فى أ ، ل.
(٢) هذا من الإسرائيليات التي وضعها مقاتل فى تفسيره ولا سند لها من كتاب أو سنة.