(وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ) الإسلام (لَعِباً) يعنى باطلا (وَلَهْواً) يعنى لهوا عنه (وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا) عن دينهم الإسلام (وَذَكِّرْ بِهِ) يعنى وعظ بالقرآن (أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ) يعنى لئلا تبسل نفس (بِما كَسَبَتْ) يعنى بما عملت من الشرك والتكذيب فترتهن بعملها فى النار (لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيٌ) يعنى قريبا ينفعهم (وَلا شَفِيعٌ) فى الآخرة يشفع لهم (وَإِنْ تَعْدِلْ) يعنى فتفتدى هذه النفس المرتهنة بعملها (كُلَّ عَدْلٍ) فتعطى كل فداء : ملء الأرض ذهبا (لا يُؤْخَذْ مِنْها) يعنى لا يقبل منها (أُولئِكَ) يعنيهم (الَّذِينَ أُبْسِلُوا) يعنى حبسوا فى النار (بِما كَسَبُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ) يعنى النار التي قد انتهى حرها (وَعَذابٌ أَلِيمٌ) يعنى وجيع (بِما كانُوا يَكْفُرُونَ) ـ ٧٠ ـ (قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا) [١١٩ أ] وذلك أن كفار مكة عذبوا نفرا من المسلمين على الإسلام وأرادوهم على الكفر يقول الله لنبيه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) من آلهة يعنى الأوثان (ما لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً) (١) فى الآخرة ولا يملك لنا ضرا فى الدنيا (وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا) يعنى ونرجع إلى الشرك (بَعْدَ إِذْ هَدانَا اللهُ) إلى دينه الإسلام فهذا قول المسلمين للكفار حين قالوا لهم اتركوا دين محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ واتبعوا ديننا. يقول الله للمؤمنين ردوا عليهم فإن مثلنا إن اتبعناكم وتركنا ديننا كان مثلنا (كَالَّذِي) (٢) (اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ) وأصحابه على الطريق يدعونه إلى الهدى أن ائتنا فإنا على الطريق فأبى ذلك الرجل أن يأتيهم فذلك مثلنا أن تركنا دين محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ونحن على طريق الإسلام وأما الذي استهوته الشياطين يعنى أضلته (فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ) لا يدرى أين يتوجه فإنه عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق أضلته الشياطين عن الهدى فهو حيران (لَهُ
__________________
(١) سورة المائدة : ٧٦.
(٢) فى أ : كمثل الذي.