فقال : (لَوْ لا) يعنى فهلا (يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ) يعنى بالربانيين المتعبدين والأحبار يعنى القراء الفقهاء أصحاب القربان من ولد هارون ـ عليهالسلام ـ وكانوا رءوس اليهود (عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ) يعنى الشرك (وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ) يعنى الرشوة فى الحكم (لَبِئْسَ ما كانُوا يَصْنَعُونَ) ـ ٦٣ ـ حين لم ينهوهم فعاب من أكل السحت : الرشوة فى الحكم ، وعاب الربانيين الذين لم ينهوهم عن أكله.
(وَقالَتِ الْيَهُودُ) يعنى ابن صوريا وفنحاص اليهوديين وعازر بن أبى عازر (يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ) يعنى ممسكة أمسك الله يده عنا فلا يبسطها علينا بخير وليس بجواد وذلك أن الله ـ عزوجل ـ بسط (١) عليهم فى الرزق فلما عصوا واستحلوا ما حرم عليهم أمسك عنهم الرزق ، فقالوا عند ذلك يد الله محبوسة عن البسط يقول الله ـ عزوجل ـ : (غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ) يعنى أمسكت أيديهم عن الخير (وَلُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ) بالخير (يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ) إن شاء وسع فى الرزق وإن شاء قتر ، هم خلقه وعبيده فى قبضته ، ثم قال : (وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ) يعنى اليهود من بنى النضير (ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) يعنى أمر الرجم والدماء ونعت محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (طُغْياناً وَكُفْراً) بالقرآن يعنى جحودا به (٢) (وَأَلْقَيْنا بَيْنَهُمُ) يعنى اليهود والنصارى ، شر ألقاه ـ عزوجل ـ بينهم (الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ) يعنى يبغض بعضهم بعضا ويشتم بعضا (إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) فلا يحب اليهودي النصراني ولا النصراني اليهودي (كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ) يعنى كلما أجمعوا أمرهم على مكر بمحمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فى أمر الحرب فرقه الله ـ عزوجل ـ وأطفأ نار مكرهم فلا يظفرون بشيء أبدا (وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً) يعنى يعملون فيها بالمعاصي (وَاللهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) ـ ٦٤ ـ يعنى العاملين
__________________
(١) فى أ : يبسط.
(٢) فى أ : جحدوا به ، ل : جحودا به.