الكتاب (شِرْعَةً) يعنى سنة (وَمِنْهاجاً) يعنى طريقا وسبيلا فشريعة أهل التوراة فى قتل العمد القصاص ليس لهم عقل (١) ولا دية ، والرجم على المحصن والمحصنة إذا زنيا. وشريعة الإنجيل فى القتل العمد العفو ليس لهم قصاص ولا دية ، وشريعتهم فى الزنا الجلد بلا رجم. وشريعة أمة محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فى قتل العمد القصاص والدية والعفو ، وشريعتهم فى الزنا : إذا لم يحصن الجلد ، فإذا أحصن فالرجم (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ) [١٠٢ أ] يا أمة محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وأهل الكتاب (٢) (أُمَّةً واحِدَةً) على دين الإسلام وحدها (وَلكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ) يعنى يبتليكم (فِي ما آتاكُمْ) يعنى فيما أعطاكم من الكتاب والسنة من يطع الله ـ عزوجل ـ فيما أمر ونهى ومن يعصه (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ) يقول سارعوا فى الأعمال الصالحة «يا أمة محمد» (٣) فيما ذكر من السبيل والسنة (٤) (إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً) فى الآخرة أنتم وأهل الكتاب (فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) ـ ٤٨ ـ من الدين قوله ـ سبحانه ـ : (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ) إليك فى الكتاب يعنى بين اليهود وذلك أن قوما من رءوس اليهود من أهل النضير اختلفوا فقال بعضهم : لبعض انطلقوا بنا إلى محمد لعلنا نفتنه ونرده عما هو عليه ، فإنما هو بشر إذن فيستمع ، فأتوه فقالوا له : هل لك أن تحكم لنا على أصحابنا أهل قريظة فى أمر الدماء كما كنا عليه من قبل ، فإن فعلت فإنا نبايعك ونطيعك ، وإنا إذا بايعناك تابعك أهل الكتاب كلهم لأنا سادتهم (٥) وأحبارهم فنحن نفتنهم ونزّلهم
__________________
(١) العقل : هو أن تشترك أسرة القاتل فى سداد دية المقتول وتسمى الأسرة عاقلة لأنها تعقل عن الجاني جناية وتؤديها عنه.
(٢) فى أزيادة : لجعلهم.
(٣) من ل.
(٤) فى أزيادة : فى الآخرة.
(٥) فى أ : نقاوتهم ، وفى تفسير ابن كثير : ٢ / ٦٧ ، سادتهم والقصة بتمامها فى تفسير ابن كثير. وأسباب النزول للواحدي : ١١٣. ولباب النقول فى أسباب النزول للسيوطي : ٩٠.