فى الدين (قانِتاتٌ) يعنى مطيعات له ولأزواجهن (حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ) لغيبة أزواجهن فى فروجهن وأموالهم (بِما حَفِظَ اللهُ) يعنى بحفظ الله لهن ، ثم قال : (وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَ) يعنى تعلمون عصيانهن من نسائكم يعنى سعدا (١). يقول تعلمون معصيتهن لأزواجهن (فَعِظُوهُنَ) بالله فإن لم يقبلن العظة (وَاهْجُرُوهُنَ) (٢) (فِي الْمَضاجِعِ) يقول لا تقربها للجماع ، فإن رجعت إلى طاعة زوجها بالعظة والهجران وإلا (وَاضْرِبُوهُنَ) (٣) ضربا غير مبرح يعنى غير شائن (فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً) يعنى عللا (٤). يقول لا تكلفها من الحب لك ما لا تطيق (إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيًّا) يعنى رفيعا فوق خلقه (كَبِيراً) ـ ٣٤ ـ (وَإِنْ خِفْتُمْ) يعنى علمتم (شِقاقَ بَيْنِهِما) يعنى خلاف بينهما بين سعد وامرأته ، ولم يتفقا ، ولم يدر من قبل من منهما النشوز من قبل الرجل أو من قبل المرأة؟ (فَابْعَثُوا) يعنى الحاكم يقول للحاكم فابعثوا (حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها) فينظرون فى أمرهما فى النصيحة لهما. إن كان من قبل النفقة أو إضرار (٥) وعظا الرجل. وإن كان من قبلها وعظاها لعل الله أن يصلح على أيديهما فذلك قوله ـ عزوجل ـ : (إِنْ يُرِيدا إِصْلاحاً) يعنى الحكمين (يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُما) للصلح فإن لم يتفقا وظنا أن الفرقة خير لهما فى دينهما فرق الحكمان بينهما برضاهما (إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً) بحكمهما (خَبِيراً) ـ ٣٥ ـ بنصيحتهما فى دينهما (وَاعْبُدُوا اللهَ) يعنى وحدوا الله (وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً) لأن أهل الكتاب [٧٥ أ] يعبدون الله فى غير إخلاص فلذلك قال الله : (وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً)
__________________
(١) فى أ : شهدا ، ل : سعدا.
(٢) فى أ : فاهجروهن.
(٣) فى أ : فاضربوهن.
(٤) هكذا فى أ ، ل.
(٥) المراد أومن قبل إضرار.