يعنى صلاة ولم يؤمروا بمسحه ولا تقبيله وذلك أنه كان ثلاثمائة وستون صنما فى الكعبة (١) فكسرها النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ثم قال : (وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ) من الأوثان فلا تذرا حوله صنما ولا وثنا يعنى حول البيت (لِلطَّائِفِينَ) بالبيت من غير أهل مكة (وَالْعاكِفِينَ) يعنى أهل مكة مقيمين بها (وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) ـ ١٢٥ ـ فى الصلوات (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً) يعنى مكة فقال الله ـ عزوجل ـ نعم فحرمه من الخوف (٢). (وَارْزُقْ أَهْلَهُ) من المقيمين بمكة (مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ) يعنى من صدق منهم بالله (وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) وصدق بالله أنه واحد لا شريك له ، وصدق بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال ، فأما مكة فجعلها الله أمنا وأما الرزق فإن إبراهيم اختص بمسائلته الرزق للمؤمنين (قالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ) أى قال الله ـ عزوجل ـ والذين كفروا أرزقهم أيضا مع الذين آمنوا ولكنها لهم متعة من الدنيا (قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ) الجئه إن مات على كفره (٣) (إِلى عَذابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) ـ ١٢٦ ـ (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ) يعنى أساس البيت الحرام الذي كان رفع ليالي الطوفان على عهد نوح فبناه إبراهيم وإسماعيل على ذلك الأصل وأعانهم الله ـ عزوجل ـ بسبعة أملاك على البناء. ملك إبراهيم. وملك إسماعيل ، وملك هاجر. والملك الموكل بالبيت (٤). وملك الشمس. وملك القمر. وملك آخر. فلما فرغا من بناء البيت قالا : (رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا) يعنى بناء هذا البيت الحرام (إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) ـ ١٢٧ ـ لدعائهما
__________________
(١) الأولى : فى الكعبة ثلاثمائة وستون صنما.
(٢) هكذا فى أ ، ل والمراد جعله حرما آمنا لا يخافه من أقام به.
(٣) فى أ : اضطرهم إن ماتوا على كفرهم.
(٤) فى أ : وملك الموكل بالبيت.