قوله : (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَ) : وذلك أنّ المشركين قالوا له : (ما أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا) (١) [الشعراء : ١٥٤] ، فقال الله له : (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) ولكن يوحى إليّ ، وأنتم لا يوحى إليكم. (أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) : وهو الله ، لا إله إلّا هو ولا معبود سواه. (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) (١١٠) أي يخلص له العمل ، فإنّه لا يقبل إلّا ما أخلص له.
ذكروا أنّ رجلا قال : يا رسول الله ، إنّي أقف المواقف أريد وجه الله ، وأحبّ أن يرى مكاني. فسكت النبيّ عليهالسلام [ولم يردّ عنه شيئا] (٢) فأنزل الله هذه الآية : (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً). (٣)
__________________
(١) إذا كان قصد المؤلّف أنّ هذه الجملة : (ما أنت إلّا بشر مّثلنا) هي ما خاطب به المشركون نبيّنا محمّدا صلىاللهعليهوسلم وبهذا اللفظ عينه ، فإنّه لا يوجد هذا في القرآن موجّها إليه. وإنّما ورد هذا في سورة الشعراء فيما حكاه الله عمّا قالته ثمود للنبيّ صالح وما قاله أصحاب ليكة للنبيّ شعيب عليهماالسلام. أمّا بالنسبة لنبيّنا محمّد عليه الصلاة والسّلام فقد ورد هذا المعنى بألفاظ أخرى ، منها : (هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) فيما أسرّ المشركون من نجواهم وأخبر الله به في سورة الأنبياء : ٣ ، أر بصفة أعمّ فيما خاطب به المشركون رسلهم بقولهم : (إِنْ أَنْتُمْ ، إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا) كما قصّه الله في سورة إبراهيم : ١٠.
(٢) زيادة من سع ورقة ٢١ و.
(٣) ١ ـ هذا ما جاء في آخر ورقة من مخطوطة جربة التي رمزت لها بحرف ج ، والتي هي محفوظة في خزانة الشيخ الوقور سالم بن يعقوب في غيزن ، رحمهالله.
«تمّ والحمد لله ربّ العالمين ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم. وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما. وقع الفراغ من نسخ هذا الكتاب يوم الثلاثة (كذا) عند صلاة الظهر ، وهو اليوم الرابع من شهر الله المبارك من شهور سنة ستّة (كذا) وثمانين وألف بعد هجرة سيّدنا محمّد المصطفى ، على يد العبد الذليل الحقير الفقير المحتاج إلى عفو ربّه ومغفرته ورحمته إنّه وليّ ذلك والقادر عليه ، وهو حسبي ونعم الوكيل ، ونعم المولى ونعم النصير ، وهو صالح بن قاسم بن محمّد بن سعيد بن إبراهيم بن بونوح بن صالح البلاز. غفر الله له ولهم ولوالديهم ولمن نظر في هذا الكتاب ، ولمن دعا لهم بالمغفرة ولجميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات أجمعين والحمد لله رب العالمين».
٢ ـ وهذا ما جاء في مخطوطة القرارة التي رمزت لها بحرف ق ، والتي هي محفوظة في خزانة المرحوم الشيخ بالحاج : ـ