فقالوا : نحن نشهد أنّ أمره كان هكذا ، وإنّا نجده في كتابنا هكذا (١).
ذكروا عن عبد الله بن عمرو قال : إنّ خلف ياجوج وماجوج ثلاث أمم [لا يعلم عدّتهم إلّا الله] (٢) : تارس وتأويل وميسك.
ذكروا عن عليّ بن أبي طالب أنّه سئل عن ذي القرنين فقال : لم يكن ملكا ولا نبيّا ، ولكنّه كان عبدا صالحا ، ناصحا لله فنصحه (٣). دعا قومه إلى الإيمان فلم يجيبوه. فضربوه على قرنه فقتلوه ، فأحياه الله. ثمّ دعا قومه أيضا فضربوه على قرنه فقتلوه فأحياه الله فسمّي ذا القرنين.
ذكروا أنّ رجلا سأل عبد الله بن عمرو عن ياجوج وماجوج : الأذرع هم أم الأشبار؟
فقال : ما أجد من ولد آدم بأعظم منهم ولا أطول. ولا يموت الميّت منهم حتّى يولد له ألف ولد فصاعدا. قال : قلت : فما طعامهم؟ قال : هم في شجر ما هضموا ، وفي ماء ما شربوا ، وفي نساء ما نكحوا. ذكر بعضهم قال : إنّ هؤلاء الترك ممّن سقط دون الردم من ولد ياجوج وماجوج (٤).
ذكروا عن عبد الله بن مسعود أنّه قال : يخرج ياجوج وماجوج يموجون في الأرض فيفسدون فيها. ثمّ قرأ عبد الله : (وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ) (٩٦) [الأنبياء : ٩٦] ثمّ يبعث عليهم دابّة مثل النغف ، فتلج في أسماعهم ومناخرهم فيموتون منها. قال : فتنتن الأرض منهم ، فتجأر إلى الله ، فيرسل الله عليهم ماء فيطهّر الأرض منهم.
وذكروا عن كعب قال : إنّ ياجوج وماجوج ينقرون كلّ يوم بمناقرهم في السدّ ،
__________________
(١) رواه يحيى بن سلّام بسند في ورقة ٢٠ و ، وظ.
(٢) زيادة من سع ورقة ٢٠ ظ.
(٣) كذا في المخطوطات ، وفي سع ورقة ٢٠ ظ : «ناصح الله فنصحه».
(٤) مثل هذه الآثار لا يمكن أن يستسيغها عاقل ، ولم يثبت في بعض تفاصيلها حديث يوثق بصحّته ، وفي بعضها أغراض شعوبيّة لا تمتّ إلى الدين ولا إلى الحقيقة التاريخيّة بصلة ، وقد تناقلها المفسّرون بدون تمحيص.