ثَواباً) : قال الحسن : الفرائض.
ذكروا عن عليّ أنّه قال : الباقيات الصالحات هنّ سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر. وكان ابن عبّاس يجمعهما جميعا فيقول : الصلوات الخمس وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر (خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً) ، أي : عاقبة. (وَخَيْرٌ أَمَلاً) (٤٦) : أي وخير ما يأمل العباد في الدنيا أن يثابوه (١) في الآخرة.
قوله : (وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً) : أي : مستوية ليس عليها بناء ولا شجر. [وقال مجاهد : ليس عليها خمر ولا غياية] (٢). (وَحَشَرْناهُمْ) : أي وجمعناهم (فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً) (٤٧) : أي أحضروا فلم يغب منهم أحد. (وَعُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا) : أي صفوفا.
ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لأصحابه ذات يوم : أيسرّكم أن تكونوا ثلث أهل الجنّة؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : أيسرّكم أن تكونوا شطر أهل الجنّة؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : الناس يوم القيامة عشرون ومائة صفّ ، وأنتم منهم ثمانون صفّا (٣).
ذكروا عن عائشة أنّها سألت رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن قوله تعالى : (فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً) (٨) [الانشقاق : ٨] قال : ذلكم العرض ولكن من نوقش الحساب عذّب (٤).
__________________
(١) كذا في ج ود ، وفي سع ورقة ١٨ و : «أن يثابوه». وفي ق وع : «أن ينالوه».
(٢) زيادة من سع ورقة ١٨ و ، ومن تفسير مجاهد ص ٣٧٧. والخمر ، بالتحريك ، ما واراك من الشجر والجبال أو غيرهما. والغياية ، بياءين ، لا بياء وباء كما جاءت خطأ في سع وفي تفسير الطبريّ ، هي كلّ ما أظلّك من سحاب أو غبرة أو ظلّ. ومنه الحديث : «تجيء البقرة وآل عمران يوم القيامة كأنّهما غمامتان أو غيايتان».
(٣) أخرجه ابن ماجه في كتاب الزهد. باب صفة أمّة محمّد صلىاللهعليهوسلم ، من حديث أطول عن عبد الله (رقم ٤٢٨٣) وأخرجه آخر الحديث من حديث آخر في الباب عن سليمان بن بريدة عن أبيه عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم (رقم ٤٢٨٩) بلفظ : «أهل الجنّة عشرون ومائة صفّ ، ثمانون من هذه الأمّة ، وأربعون من سائر الأمم».
(٤) حديث متّفق عليه ، أخرجه البخاريّ في كتاب التفسير ، سورة الانشقاق ، وأخرجه مسلم في كتاب الجنّة وصفة نعيمها وأهلها ، باب إثبات الحساب ، (رقم ٢٨٧٦) كلاهما يرويه من حديث عائشة. وفي بعض ألفاظه : «من نوقش الحساب هلك».