سنة يقول : سبحانك حيث كنت (١).
قوله : (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) : قال الحسن : يعني في خلفه ، ما يحيي ويميت ، وما يرزق ويفعل. وهو كقوله : (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) (٢٩) [الرحمن : ٢٩]. وقال مجاهد : يدبّره أي : يقضيه.
قوله : (ما مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ) : يقول : ليس أحد يشفع يوم القيامة إلّا أن يؤذن له. كقوله : (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ) [البقرة : ٢٥٥] وكقوله : (وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى) [الأنبياء : ٢٨] وقال : (ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ) (١٨) [غافر : ١٨].
قوله : (ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٣) إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً) يوم القيامة : يقول : إنّ الذي خلق السماوات والأرض ، ثمّ استوى على العرش ، يدبّر الأمر ، والذي لا يشفع عنده إلّا بإذنه ، هو ربّكم ، أي فإنّ (ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً) ، يعني البعث يوم القيامة لأنّهم لا يقرّون بالبعث.
قوله : (وَعْدَ اللهِ حَقًّا) : [أي في المرجع إليه] (٢) (إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) : وهو كقوله : (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ) [العنكبوت : ٢٠] أي : يوم القيامة. وقال مجاهد : (إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) : يحييه ثمّ يميته ، ثمّ يبدؤه فيحييه.
قال : (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ) : أي : بالعدل ، أي : يجزيهم الجنّة. (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ) : وهو الذي قد انتهى حرّه. (وَعَذابٌ أَلِيمٌ) : أي موجع (بِما كانُوا يَكْفُرُونَ) (٤) : أي : إنّ ذلك جزاؤهم بما كانوا يكفرون.
__________________
(١) انظر ما سلف ، ج ١ ، تفسير الآية ٣ من سورة الأنعام ، (التعليق).
(٢) زيادة من ز ، ورقة : ١٣٦.