(وَقاسَمَهُما) : بالله (إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ) (٢١). قال [بعضهم] (١) : حلف لهما بالله وقال لهما : خلقت قبلكما ، وأنا أعلم منكما ، فاتّبعاني أرشدكما. قال : إنّما يخدع (٢) المؤمن بالله. قال الله : (فَدَلَّاهُما بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما) : وقد فسّرناه قبل هذا الموضع.
قوله : (وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ) : ذكروا أنّ مجاهدا قال : يرقّعان كهيئة الثوب. (وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ) (٢٢) : أي بيّن العداوة.
(قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (٢٣) قالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) : آدم معه حوّاء وإبليس والحيّة التي دخل فيها إبليس فكلّمهما فيها ، فهي لا تقدر على ابن آدم في موضع إلّا لدغته ، ولا يقدر عليها في موضع إلّا شدخها.
ذكر بعضهم قال : من قتل حيّة أو عقربا فقد قتل كافرا. وذكر بعضهم أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال في الحيّات : ما سالمنا هنّ منذ حاربناهنّ (٣).
ذكر عن عبد الله بن عمر قال : الحيّات ممّا مسخ من ذرّيّة إبليس ، وما سالمناهنّ منذ حاربنا هنّ ، فمن تركهنّ تقيّة منهنّ قال في ذلك قولا عظيما.
ذكروا عن عائشة أنّها قالت : من ترك حيّة خشية ثأرها فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
__________________
(١) زيادة يقتضيها السياق ، والقول لقتادة.
(٢) في المخطوطات الأربع : «يروع» وهو خطأ صوابه ما أثبتّه : «يخدع». والتصحيح من تفسير الطبري ، ج ١٢ ص ٣٥١.
(٣) أخرجه الربيع بن حبيب في مسنده ، ج ٣ ص ٢ ، (رقم ٧٤٤) عن جابر بن زيد مرسلا ، ولفظه : «اقتلوا الحيّات صغارها وكبارها ، فإنّا ما سالمنا هنّ منذ حاربنا هنّ ، فمن تركهنّ خشية الثّأر فقد كفر» ، وأخرجه الحميديّ مرفوعا عن أبي هريرة ، وفي آخره : «من ترك منهنّ شيئا خيفة فليس منّي».