ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (٢٠) [سبأ : ٢٠] أي إلّا الفريق الذين آمنوا.
قوله : (قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً) : قال الحسن : مذموما. وقال مجاهد : منفيّا. قوله : (مَدْحُوراً) : قال مجاهد : مطرودا منفيّا. وقال بعضهم : مباعدا. وقال بعضهم : مقصيّا. وقال بعضهم : (اخرج منها مذءوما مّدحورا) أي : مقيتا منفيّا. وتفسير مجاهد فيها على التقديم : اخرج منها مطرودا منفيّا. قال : (لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ) (١٨).
قوله : (وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ) (١٩) : أي لأنفسكما بخطيئتكما.
ذكروا عن ابن عبّاس أنّه قال : الشجرة التي نهى عنها آدم وحوّاء هي السنبلة التي فيها رزق ابن آدم. وقال بعضهم : هي التين.
قوله : (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما) : وكانا كسيا الظفر ، فلمّا أكلا الشجرة بدت لهما سوءاتهما.
ذكروا عن الحسن عن أبيّ بن كعب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : كان آدم طوالا كأنّه نخلة سحوق ، كثير شعر الرأس ، فلمّا وقع فيما وقع فيه بدت له عورته ، وكان لا يراها قبل ذلك ، فانطلق هاربا في الجنّة ، فأخذت شجرة من شجر الجنّة برأسه ، فقال لها : أرسليني. فقالت : لست بمرسلتك. فناداه ربّه : أمنّي تفرّ؟ قال : يا ربّ إنّي استحييتك (١).
قوله : (وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ) : أي من الملائكة (أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ) (٢٠) : أي من الذين لا يموتون. أي إنّكما إذا أكلتما من الشجرة كنتما ملكين من ملائكة الله.
__________________
(١) أخرجه يحيى بن سلّام عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن أبيّ بن كعب مرفوعا. وأخرجه ابن جرير الطبريّ في تفسيره ، ج ١٢ ص ٣٥٢ ، ٣٥٤ موقوفا ومرفوعا. وأخرجه ابن كثير كذلك وقال : الموقوف أصحّ إسنادا.