علمتم شقاق بينهما ، وذلك إذا كانا قد وقع الشقاق بينهما. (فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ) : أي على أمر بيّن. أي أعلمهم أنّك حرب لهم. وقوله : (عَلى سَواءٍ) أي : يكون الكفّار كلّهم عندك سواء. (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ) (٥٨) : لدينهم إذا نقضوا العهد. وقال مجاهد : هم أهل قريظة.
قوله : (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا) : [أي : فاتوا. ثمّ ابتدأ فقال :] (١) (إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ) (٥٩) : أي لا يعجزون الله فيسبقونه حتّى لا يقدر عليهم.
قوله : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) : قال بعضهم : النّبل. وقال الحسن : ما استطعتم من قوّة تقوون بها عليهم.
ذكر عمرو بن عبسة قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : من رمى سهما في سبيل الله فأصاب العدوّ أو أخطأه فهو كعتق رقبة (٢).
ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : إنّ الله ليدخل الجنّة بالسهم الواحد الثلاثة من الناس : صانعه يحتسب به في صنعته الخير ، والممدّ به ، والذي يرمي به. ثمّ قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ارموا واركبوا ، وأن ترموا أحبّ إليّ من أن تركبوا ، ومن ترك الرمي بعدما علمه فهي نعمة كفرها (٣). قوله : (وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ) : أي تخوّفون به عدوّ الله وعدوّكم. ذكروا أنّ رسول صلىاللهعليهوسلم قال : من ارتبط فرسا في سبيل الله فهو كباسط يده بالصدقة لا يقبضها (٤).
__________________
(١) زيادة من ز ، ورقة ١٢٠.
(٢) أخرجه ابن ماجه في كتاب الجهاد ، باب الرمي في سبيل الله ، عن عمرو بن عبسة. (رقم ٢٨١٢).
(٣) أخرجه أبو داود والترمذيّ وابن ماجه عن عقبة بن عامر الجهني. فأخرجه ابن ماجه في كتاب الجهاد ، باب الرمي في سبيل الله (رقم ٢٨١١) وفي آخره : «وكلّ ما يلهو به المرء المسلم باطل إلّا رميه بقوسه ، وتأديبه فرسه ، وملاعبته امرأته ، فإنّهنّ من الحقّ».
(٤) هذا من حديث رواه البيهقيّ عن الحسن بن أبي الحسن عن سهل بن الحنظلية قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة ، وأهلها معانون عليها ، ومن ربط فرسا في سبيل ـ