والزكاة وبرّ
والدته ، وجعله نبيّا فقال عزوجل فيما حكي عيسى واحتجاجه : انّى عبد الله آتاني الكتاب
وجعلني نبيّا ، وجعلني مباركا اينما كنت وأوصانى بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ،
وبرّا بوالدتي ولم يجعلني جبّارا شقّيا ؛ فاعلمنا أنّه في تلك الحال لم يجعله جبّارا والتجبّر لا
يكون عندكم في غير البالغين لانّ التجبّر من فعل العباد ، وقد نهى الله عنه وذمّه
، وقد كلّف عيسى عليهالسلام الصلاة والزكاة وبرّ والدته [F٨٢
b] وان كنّا لا نعقل كيفيّة ما أمر به
من ذلك ومحال ان يعرف أحد من الخلق كيفيّة البراهين والدلالات المعجزة لانّ ذلك
معجز من كلّ وجه فلا تعقل كيفيّة ، وقد قال في قصة يحيى بن زكريا عليهالسلام : وآتيناه الحكم صبيا ؛ فلا حجّة لكم فيما ذكرتم من علم الاحكام والقضاء وقد وصف
عزوجل عن شاهد يوسف ما وصف من قوله وفضله لما اختلفوا فيه واحتجّوا به
مما جرى بين الملك ويوسف وامرأة الملك وأجاز شهادته وجعله بيانا وحجّة وسمّاه
شاهدا ورفع بشهادته عن يوسف ما قرفته به عن امرأة العزيز من السوء والفحشاء وانّه
راودها عن نفسها وألزمها العزيز الذنب وانّه من كيدها ، فالرسل والأنبياء والائمة
خارجون من هذا المعنى الصغير منهم والكبير يبلّغ الرسالة ويضطلع بأعباء النبوّة
وما أمر به فلم يلتفتوا [a ٣٨ F] إلى الاحتجاج ورجعوا إلى ما كانوا
عليه قبل ذلك.
١٨٧ ـ ثمّ انّ
الّذين قالوا بامة أبي جعفر محمّد بن على بن موسى اختلفوا في كيفيّة علمه وكيف وجه
ذلك لحداثة سنه ضربا من الاختلاف فقال بعضهم لبعض ، الامام لا يكون إلّا عالما
وأبو جعفر غير بالغ وأبوه فقد توفّى كيف علم ومن أين علم.
__________________