وهذه الفرقة تسمى السميطية (١) تنسب إلى رئيس لهم كان يقال له يحيى بن أبي السميط. وقال بعضهم هم الشميطية لأنّ رئيسهم كان يقال له يحيى بن أبي شميط.
١٦٣ ـ والفرقة الخامسة منهم قالت الامامة بعد جعفر في ابنه عبد الله بن جعفر (٢) ، وذلك انّه كان عند مضىّ جعفر أكبر ولده سنا وجلس مجلس أبيه بعده ، وادّعا الامامة ووصية أبيه واعتلّوا في ذلك باخبار رويت عن جعفر وعن أبيه انهما قالا : الامامة في الأكبر من ولد الامام إذا نصب ، فمال إلى عبد الله وإمامته جلّ من قال بامامة أبيه وأكابر أصحابه ، إلّا نفرا يسيرا عرفوا الحقّ ، وامتحنوا عبد الله بالمسائل في الحلال والحرام والصلاة والزكاة والحجّ فلم [a٤٧ F] يجدوا عنده علما وهذه الفرقة القائلة بامامة عبد الله بن جعفر ، هم المسمون بالفطحية سمّوا بذلك لأنّ عبد الله كان افطح الرأس وقال بعضهم كان افطح الرجلين. وقال بعض الرواة أنّهم نصبوا إلى رئيس لهم من أهل الكوفة يقال له عبد الله بن فطيح ، ومال عند وفاة جعفر إلى هذه الفرقة والقول بامامة عبد الله عامة مشايخ الشيعة وفقهاؤها ولم يشكّوا إلّا أنّ الامامة في عبد الله وفي ولده من بعده.
١٦٤ ـ فلمّا مات عبد الله ولم يخلّف ذكرا ارتاب القوم واضطربوا وأنكروا ذلك للروايات الكثيرة الّتي رووها عن عليّ بن الحسين ومحمّد بن علي وجعفر بن محمّد : انّ الإمامة لا تكون في اخوين بعد الحسنين ، ولا تكون إلّا في الأعقاب وأعقاب الأعقاب ، إلى انقضاء الدنيا ، فرجع عامة الفطحية عن القول بامامة [b٤٧ F] عبد الله الا القليل عنهم إلى القول بامامة موسى بن جعفر ، وقد كانت جماعة منهم أنابوا ورجعوا في حياة عبد الله لروايات وقفوا عليها رووها عن جعفر انّه قال : ان الامامة بعدي في ابني موسى ، وانّه دلّ عليه وأشار إليه ، واعلمهم في عبد الله امورا لا يجوز أن تكون في الامام ، ولا يصلح من كانت فيه للامامة ، ورووا بعضهم انّه قال
__________________
(١) السميطة (النوبختى ص ٧٧).
(٢) جعفر الافطح (النوبختى ص ٧٧).