بامامه ابنه أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين باقر العلم وأقاموا على إمامته إلى ان توفّي رضوان الله عليه إلّا نفرا يسيرا ، فإنّهم سمعوا رجلا منهم يقال له عمر بن الرياح (١) زعم انّه سأل أبا جعفر عن مسألة فاجابه فيها بجواب [b٢٦ F] ثمّ عاد إليه في عام آخر فزعم انّه سأله (٢) تلك المسألة بعينها فاجابه فيها بخلاف الجواب الاوّل ، فقال لابى جعفر : هذا خلاف ما اجبتني فيه في هذه المسألة عامك الماضى (٣) ، فذكر انّه قال له ان جوابنا ربما خرج على وجه التقيّة ، فشك (٤) في أمره وإمامته فلقي رجلا من أصحاب أبي جعفر يقال له محمّد بن قيس فقال له : انّي سألت أبا جعفر عن مسألة فاجابني فيها بجواب ثم سألته عنها في عام آخر فاجابني فيها بخلاف جوابه الاوّل ، فقلت له لم فعلت ذلك؟ فقال فعلته للتقيّة ، وقد علم الله انّى ما سألته إلّا وانا صحيح العزم على التديّن بما يفتيني به وقبوله والعمل به فلا وجه لإتيانه (٥) إيّاي ، وهذه حالى ، فقال له محمّد بن قيس فلعله حضرتك (٦) من اتقاه فقال ما حضر مجلسه في واحدة من الحالتين (٧) غيري ولكن جوابيه [a٣٦ F] جميعا خرجا على وجه التبخيت ولم يحفظ ما أجاب به في العام الماضي فيجيب بمثله ، فرجع عن إمامته وقال لا يكون إماما من يفتي بالباطل على شيء من الوجوه ولا في حال من الاحوال ، ولا يكون إماما من يفتي تقيّة بغير ما يجب عند الله ، ولا من يرخى ستره ويغلق بابه ، ولا يسع الامام إلّا الخروج والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فمال إلى بسببه (٨) بقول البترية ، ومال معه نفر يسير.
__________________
(١) قيل انه كان أولا يقول بامامة أبى جعفر ثم انه فارق هذا القول وخالف أصحابه مع عدة يسيرة تابعوه على ضلالته فانه زعم انه ... (الكشى ص ١٥٥).
(٢) ثم عاد إليه فى عام آخر فسأله (النوبختى ص ٦٠).
(٣) العام الماضى (النوبختى ص ٦٠).
(٤) فشكك فى امره (النوبختى).
(٥) لاتقائه (النوبختى).
(٦) حضرك (النوبختى ٦٠).
(٧) من المسألتين (النوبختى ٦٠).
(٨) كذا ، فحال بسببه إلى قول (النوبختى ٦١).