بأسمائهم استخلفهم رسول الله صلىاللهعليهوآله وأوصى إليهم وجعلهم حججا على الناس [b٨٥ F] وقوّاما بعده واحدا بعد واحد ، فقاموا بواجب الدين وبيّنوه للناس حتى استغنوا عن الامام بما أوصلوا إليهم من علوم رسول الله ، فلا يثبتون إمامة لاحد بعدهم وثبّتوا رجعتهم لا لتعليم الناس امور دينهم ، ولكن لطلب الثأر وقتل أعدائهم والمتوثبين عليهم الآخذين حقوقهم وهذا معنى خروج المهدى عندهم وقيام القائم.
١٣٧ ـ وفرقه قالت ان الامامة صارت بعد مضىّ الحسين في ولد الحسن والحسين في جميعهم فهي فيهم خاصة دون سائرهم من ولد على هم كلّهم (١) فيها شرع سواء لا يعلمون أيّا من أيّ ، فمن قام منهم ودعا إلى نفسه وجرّد سيفه فهو الإمام المفروض الطاعة بمنزلة عليّ بن أبي طالب موجوبة إمامته من الله على أهل بيته وسائر الناس كلّهم ، وإن كانت دعوته و [a ٩٥ F] خطبه للرضا عليهالسلام من آل محمّد فهو الامام ، فمن تخلّف عنه عند قيامه ودعائه إلى نفسه من جميع أهل بيته وجميع الخلق فهو كافر ، ومن ادّعى منهم الامامة وهو قاعد في بيته مرخى عليه ستره فهو كافر مشرك ضالّ هو وكلّ من اتّبعه على ذلك وكلّ من قال بامامته ودان بها ، وهؤلاء فرقة من فرق الزيدية يسمّون السرحوبية ويسمّون الجارودية ، وهم أصحاب أبي الجارود زياد بن المنذر وإليه نسبت الجارودية ، وأصحاب أبي خلد الواسطي (٢) يزيد بن (٣) وأصحاب فضيل بن الزبير الرسان.
١٣٨ ـ ومن الزيدية فرقة تسمّى الصباحية وهم أصحاب الصباح المزنى وأمرهم أن يعلنوا البراءة من أبي بكر وعمر وانّ يقرّوا بالرجعة.
١٣٩ ـ وفرقة منهم تسمّى اليعقوبية وهم أصحاب يعقوب بن عدى انكروا [b ٩٥ F] الرجعة ، ولم يؤمنوا بها ولم يتبرّءوا ممّن اقرّ بها ولم يتبرّءوا من أبي بكر وعمر ، وكان الّذي سمىّ أبا الجارود سرحوبا محمّد بن عليّ بن الحسين ، وذكر ان سرحوبا
__________________
(١) وهم كلهم (النوبختى ص ٥٤).
(٢) أبى خالد الواسطى (النوبختى ص ٥٥).
(٣) كذا فى الاصل ، واسمه يزيد (النوبختى ص ٥٥).