١٣٢ ـ فافترقت حينئذ شيعته واضطربت ، فأنكرت ما كان منه ، وأبوا قبول بيعة المهدي وتقديمه على عيسى بن موسى ، وقالوا لاصحابهم : من أين جاز لكم (١) ان تبايعوا المهدي وتقدّموه على عيسى بن موسى ، وتؤخّروا من ولّاه أبو العبّاس وعقد له العهد بعد المنصور ، فقالوا من قبل أمر أمير المؤمنين المنصور لنا بذلك ، وهو الامام الّذي افترض الله علينا طاعته. قالوا فانّ أبا العبّاس كان مفترض الطاعة قبله من الله ، أمر ببيعة أبي جعفر وبيعة عيسى بن موسى بعده ، وإنّما ثبتت إمامة أبي جعفر وبيعته علينا وعليكم بأمر أبي العبّاس وطاعته. فكيف جاز لكم تأخير من قدّمه وتقديم المهدي بين يديه؟ قالوا انّما الطاعة للامام ما دام حيا فاذا مات وقام غيره كان [a ٦٥ F] الامر امر القائم ما دام حيا. قالوا أفرأيتم ان مات أمير المؤمنين المنصور والمهدى حىّ ، وعيسى بن موسى حىّ فانكر الناس امر أمير المؤمنين في بيعة المهدي كما انكرتم أنتم أمر أبي العبّاس في بيعته عيسى بن موسى هل يجوز ذلك؟ قالوا لا يجوز ذلك وقد بويع له. قالوا كيف جاز لكم ان تؤخروا عيسى وتقدموا من لم (٢) تكونوا بايعتم له؟ قالوا فان عيسى بن موسى باع ذلك بيعا ورضى به فرضينا له ما رضى لنفسه ، فرجع منهم لهذا القول قوم وقالوا : هذه حجّة تلزمنا ، وثبت الباقون على إمامة عيسى بن موسى وبيعته وأنكروا إمامة المهدى وأجروها في ولد عيسى بن موسى إلى اليوم وأم عيسى بن موسى أم ولد.
فلمّا حضرت المهدي الوفاة عقد الخلافة لابنه موسى وسماه الهادي وجعل ابنه هارون بعده وسمّاه الرشيد وأسقط [b٦٥ F] عيسى بن موسى وأمّ المهديّ أمّ موسى (٣) بنت منصور بن عبد الله بن شهر (٤) بن يزيد بن وارد بن معديكرب بن الوارع (٥) بن ذي
__________________
(١) متابعة المهدى (النوبختى) خ ل : مبايعة المهدى.
(٢) وتقدموا المهدى ولم تكونوا (النوبختى ص ٥١).
(٣) وأم المهدى أم موسى (النوبختى ص ٥١).
(٤) شمر (النوبختى).
(٥) الوازع (النوبختى).