ابن قيس التميمي اعتزل بعد ذلك في خاصة قومه من بنى تميم لا على التديّن بالاعتزال لكن على (١) طلب السلامة من القتل وذهاب المال وقال لقومه : واعتزلوا الفتنة أصلح لكم.
١١ ـ وفرقة خالفت عليّا عليهالسلام وهم طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوّام وعائشة بنت أبي بكر ، فصاروا إلى البصرة فغلبوا عليها وقتلوا عمال علي عليهالسلام واخذوا المال فسار إليهم على عليهالسلام فقتل طلحة والزبير وهزموا ، وهم أصحاب الجمل.
١٢ ـ وهرب منهم قوم فصاروا إلى معاوية بن أبي سفيان ، ومال (٢) معهم أهل الشام وخالفوا عليا ودعوا إلى الطلب بدم عثمان ، والزموا عليا وأصحابه دمه ، ثمّ دعوا إلى معاوية وحاربوا عليا عليهالسلام ، وهم أهل صفّين.
١٣ ـ ثمّ خرجت فرقة ممّن كان مع على عليهالسلام ، وخالفته بعد تحكيم الحكمين بينه وبين معاوية وأهل الشام وقالوا : لا حكم إلّا لله ، وكفّروا عليا عليهالسلام وتبرّءوا منه وأمّروا عليهم ذا الثدية ، وهم المارقون ، فخرج علي عليهالسلام فحاربهم بالنهروان فقتلهم وقتل ذا الثدية فسمّوا الحرورية لوقعة حروراء ، وسموا جميعا الخوارج ، ومنهم افترقت فرق الخوارج كلّها.
١٤ ـ فلمّا قتل على (٣) التقت الفرقة الّتي كانت معه والفرقة الّتي كانت مع طلحة والزبير وعائشة فصاروا فرقة واحدة مع معاوية بن أبي سفيان إلّا القليل منهم من شيعته ومن قال بامامته بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله وهم السواد الاعظم وأهل الحشو واتباع الملوك واعوان كل من غلب اعنى الّذين التقوا مع معاوية فسمّوا جميعا «المرجئة» لانّهم تولّوا المختلفين جميعا وزعموا ان أهل القبلة كلّهم مؤمنون باقرارهم الظاهر
__________________
(١) طلبا لسلامة الحياة وصون المال لا للدين وقال لقومه (خ ـ ل).
(٢) وأمالوه مع أهل الشام إلى حرب على وطلب دم عثمان (خ ـ ل).
(٣) ولما قتل على عليهالسلام بسيف ابن ملجم المرادى من منهزمى الخوارج ، اتفقت بقية الناكثين والقاسطين وتبعة الدنيا على معاوية فسموا المرجئة وزعموا ان اهل القبلة كلم مؤمنون ورجئوا إليهم جميعا المغفرة ولم يبق مع ابنه الحسن الا القليل من الشيعة (خ ـ ل).