لان أمّه وجدّاته لم يكن فيهن أمّ ولد وسمّاه أهل بيته بالمهدى ، ولما بدأ الانحلال في دولة بني اميّة ، اتفق رجال من بني هاشم بالمدينة على بيعته سرا ، وفيهم بعض بنى العباس ، وقيل كان من دعاته أبو العبّاس (السفّاح) وأبو جعفر (المنصور) ثمّ ذهب ملك الامويين وقامت دولة العبّاسيين فتخلّف هو واخوه ابراهيم عن الوفود على السفاح ، ثم على المنصور. فطلبه المنصور واخاه فتواريا بالمدينة ، فقبض على ابيهما واثنى عشر من أقاربهما فماتوا في حبسه بالكوفة بعد سبع سنين ، وعلم محمّد النفس الزكية بموت ابيه ، فخرج من مخبأه ثائرا في مائتين وخمسين رجلا وبايعه اهل المدينة بالخلافة ، وارسل اخاه ابراهيم إلى البصرة فغلب عليها وعلى الاهواز وفارس فانتدب المنصور لقتاله ولى عهده عيسى بن موسى العباسى فقاتله محمّد على ابواب المدينة وثبت لهم ثباتا عجيبا ، ثم تفرق عنه اكثر انصاره فقتله عيسى وبعث برأسه إلى المنصور يشبهونه في قتاله بحمزة قال ابن خلدون : انّ مالك وأبا حنيفة كانا يريان إمامته اصح من إمامة المنصور (راجع أبا الفرج الاصبهاني : مقاتل الطالبيين ص ٢٣٢ ، ابن خلدون ٣ : ١٩٠ ، الطبري ٩ : ٢٠١ ، وعرفه الصفدى في الوافي بالوفيات ٣ : ٢٩٧ بالمهدى العلوى ، وقال تنسب إليه فرقة من الشيعة تسمّى «المحمّدية» واتباعه لا يصدقون بموته ويزعمون انّه في جبل «حاجر» من ناحية نجد ، الاعلام ج ٧ ص ٩٠ ، الاشعري : المقالات ٢٤ الانساب F ٥١٢b الفرق بين الفرق ١٤٧ ـ ١٤٨ ، مختصر الفرق : ١٤٩ الحور العين ١٧.
EI, ٣, ٠١٧) art. par Buhl (
فقرة ٨٩ ـ ص ٤٣ ـ عيسى بن موسى بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس (١٠٢ ـ ١٦٧ ه) أبو موسى : هو ابن أخي السفاح ، كان يقال له «شيخ الدولة» ولد ونشأ في الحميمة ، ولّاه عمّه الكوفة وسوادها سنة ١٣٢ ه وجعله ولى عهد المنصور فاستعزله المنصور عن ولاية عهده سنة ١٤٧ وعزله عن الكوفة ، وارضاه بمال وخير وجعل له ولاية عهد ابنه المهدي ، فلمّا ولى المهدي خلعه سنة ١٦٠ ، فاقام بالكوفة إلى ان توفى (راجع : الكامل لابن الاثير : ٦ : ٢٥ ، والطبري ١٠ : ٨ ، وفهرس