كيف بالغريب الوحيد الشريد الطريد المطلوب الموتور بأبيه وجدّه هذا مع القول المشهور من أمير المؤمنين على المنبر : «انّ الله لا يخلى الأرض من حجّة له على خلقه ظاهرا (١) معروفا أو خافيا مغمورا لكى لا يبطل حجّته وبيّناته» وبذلك جاءت الاخبار الصحيحة المشهورة عن الائمّة ، (٢) وليس على العباد ان يبحثوا عن امور الله ويقفوا اثر ما لا علم [b٠٩ F] لهم به ويطلبوا اظهاره فستره الله عليهم وغيّبه عنهم ، قال الله عزوجل لرسوله : ولا تقف ما ليس لك به علم (٣) فليس يجوز لمؤمن ولا مؤمنة طلب ما ستره الله ، ولا البحث عن اسمه وموضعه ، ولا السؤال عن أمره ومكانه ، حتّى يؤمروا بذلك ، إذ هو عليهالسلام غائب خائف مغمود مستور بستر الله من متبع لامره عزوجل ولامر آبائه ، بل البحث عن أمره وطلب مكانه والسؤال عن حاله وأمره محرم ، لا يحل ولا يسع لأنّ في طلب ذلك واظهار ما ستره الله عنا وكشفه واعلان أمره والتنويه باسمه معصية الله ، والعون على سفك دمه عليهالسلام ودماء شيعته وانتهاك حرمته ، اعاذ الله من ذلك كلّ مؤمن ومؤمنة برحمته وفي ستر امره والسكوت عن ذكره حقنها وصيانتها سلامة ديننا والانتهاء إلى [a١٩ F] أمر الله وأمر أئمتنا وطاعتهم ، وفقنا الله وجميع المؤمنين لطاعته ومرضاته بمنّه ورأفته. ولا يجوز لنا ولا لاحد من الخلق ان يختار إماما برأيه ومعقوله واستدلاله ، وكيف يجوز هذا وقد حظره الله جلّ وتعالى على رسله وانبيائه وجميع خلقه فقال في كتابه ، إذا لم يجعل الاختيار إليهم في شيء من ذلك ، وما كان لمؤمن ولا لمؤمنة إذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من أمرهم ، وقال : وربّك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة (٤) ، من امرهم ، وانّما اختيار الحجج والائمة إلى الله عزوجل واقامتهم إليه ، فهو يقيمهم ويختارهم ويخفيهم وإذا شاء اقمتهم (٥) فيظهرهم
__________________
(١) اللهم انك لا تخلى الارض من حجة لك على خلقك ظاهرا (النوبختى ص ١٠٩)
(٢) عن الائمة الماضين لانه ليس للعباد (النوبختى ص ١٠٩).
(٣) القرآن ١٧ : ٣٦.
(٤) القرآن ٢٨ : ٦٨.
(٥) كذا فى الاصل والظاهر يقيمهم.