الحجّة ، ما اتّصل أمر الله ودام نهيه في عباده ، وما كان تكليفه قائما في خلقه. ولا يجوز أن تكون الامامة في عقب من يموت في حياة أبيه [a ٩٨ F] ولا في وصىّ له من اخ ولا غيره ، إذا لم تثبت للميت في حياة أبيه في نفسه إمامة ، ولم يلزم العباد به حجّة ، ولو جاز ذلك لصح مذهب أصحاب إسماعيل بن جعفر بن محمّد ، ولثبتت إمامة ابنه محمّد بن إسماعيل بعد مضى جعفر بن محمّد ، وكان من دان بها من المباركيّة والقرامطة محقا مصيبا في مذهبه ، وذلك انّ المأثور عن الائمة الصادقين ممّا لا دفع بين هذه العصابة من الشيعة الامامية ، ولا شكّ فيه عندهم ولا ارتياب ، ولم يزل اجماعهم عليهم لصحّة مخرج الاخبار المرويّة فيه وقوّة أسبابها ، وجودة اسانيدها وثقة ناقليها ، انّ الامامة لا تعود في اخوين إلى قيام الساعة بعد حسن وحسين ، ولا يكون ذلك ولا يجوز ان تخلو الارض من حجّة من عقب الامام ، الامام الماضى قبله ولو خلت ساعة لساخت الارض ومن عليها [b٩٨ F] فنحن متمسّكون بامامة الحسن بن على ، مقرّون بوفاته موقنون مؤمنون بأنّ له خلفا من صلبه ، متديّنون بذلك ، وانّه الامام من بعد أبيه الحسن بن على ، وانّه في هذه الحالة مستتر خائف مغمود مأمور بذلك ، حتّى يأذن الله عزوجل له فيظهر ويعلن أمره ، كظهور من مضى قبله من آبائه إذ الأمر لله تبارك وتعالى يفعل ما يشاء ويأمر بما يريد من ظهور وخفاء ونطق وصموت ، كما أمر رسوله صلىاللهعليهوآله في حال نبوّته بترك اظهار أمره والسكوت والاخفاء من أعدائه والاستتار ، وترك اظهار النبوّة الّتي هى اجل وأعظم وأشهر من الامامة ، فلم يزل كذلك سنين إلى أن أمره باعلان ذلك وعند الوقت الّذي قدّره تبارك وتعالى فصدع بأمره واظهر الدعوة لقومه ، ثمّ بعد الإعلان بالرسالة واقامة الدلائل المعجزة [a٠٩ F] والبراهين الواضحة اللازمة بها الحجّة وبعد ... قريش وسائر الخلق من عرب وعجم وما لقى من الشدّة ، ولقيه أصحابه من المؤمنين أمرهم بالهجرة إلى الحبشه وأقام هو مع قومه حتّى توفّى أبو طالب ، فخاف على نفسه وبقيّة أصحابه فأمره الله عند ذلك بالهجرة إلى المدينة وأمره بالاختفاء في الغار والاستتار من العدوّ ، فاستتر اياما خائفا مطلوبا حتّى اذن الله له وأمره بالخروج ، و