ظهره قال فلقيته فعاتبته [بذلك] فقال انّ هذا من اللذّات وهو من التواضع لله وترك التجبر. فلمّا اعتل محمّد بن نصير العلّة التي توفّى فيها قيل له في علّته وهو معتقل اللّسان (١) لمن يكون هذا الأمر من بعدك : فقال بلسان ضعيف ملجلج : أحمد ، فلم يدر من هو؟ فمات فافترقوا بعده ثلاث فرق.
١٩٦ ـ ففرقة قالت انّه أحمد ابنه.
١٩٧ ـ وفرقة قالت هو أحمد بن محمّد بن موسى بن فرات (٢).
١٩٨ ـ وفرقة قالت انّه أحمد بن أبي الحسين بن بشر بن زيد (٣) ، فتفرّقوا فلم يرجعوا إلى شيء وادّعى هؤلاء النبوّة عن أبي محمّد الحسن بن على ، فسميت هذه الفرق النميرية.
١٩٩ ـ فلمّا نوفّى على بن محمّد بن على بن موسى قالت فرقة من أصحابه بامامة ابنه محمّد ، وقد كان توفّى في حياة أبيه بسرّ من رأى [b٧٨ F] [زعموا انّه حىّ] لم يمت واعتلّوا في ذلك بان أباه أشار إليه واعلمهم انّه الامام بعده ، والامام لا يجوز عليه الكذب ولا يجوز البداء فيه ، وان كانت ظهرت وفاته في حياة أبيه فانّه لم يمت في الحقيقة ولكن أباه خاف عليه فغيّبه ، وهو المهدى القائم ، وقالوا فيه بمثل مقالة أصحاب إسماعيل بن جعفر.
٢٠٠ ـ وقال سائر أصحاب على بن محمّد بامامة ابنه الحسن بن على ، وثبّتوا له الامامة بوصيّة أبيه إليه ، وكان يكنّى بأبي محمّد إلّا نفرا قليلا فانّهم مالوا إلى أخيه جعفر بن على ، وقالوا اوصى أبوه إليه بعد مضى أبيه محمّد ، واوجب إمامته واظهر أمره ، وأنكروا إمامة أخيه محمّد ، وقالوا إنّما فعل أبوه ذلك اتقاء عليه ودفاعا عنه ، وكان الامام في الحقيقة جعفر بن على وهؤلاء هم الجعفرية الخلص.
٢٠١ ـ وولد حسن بن على في شهر [a ٨٨ F] ربيع الآخر سنة اثنتين وثلثين
__________________
(١) مثقل اللسان (الغيبة ص ٢٥٩).
(٢) أحمد بن موسى بن الحسن بن الفرات (النوبختى ٩٤).
(٣) احمد بن أبى الحسين محمد بن بشر بن زيد (النوبختى ص ٩٤) بشر بن يزيد الغيبة ص ٢٦٠