أو غير ذلك مما يوجب (١) اختلافا بين الآيتين أو الآيات التى تكررت من غير زيادة ولا نقصان ، وأبيّن ما السبب فى تكرارها ، والفائدة فى إعادتها. وما الموجب للزيادة والنقصان والتقديم والتأخير والإبدال ، وما الحكمة فى تخصيص الآية بذلك دون [الآية] (٢) الأخرى ، وهل كان يصلح ما فى هذه السورة مكان ما فى السورة [الأخرى] (٢) التى تشاكلها أم لا ؛ ليجرى ذلك مجرى علامات تزيل إشكالها ، وتمتاز بها عن أشكالها من غير أن أشتغل بتفسيرها وتأويلها ، فإنى بحمد الله قد بنيت ذلك كله بشرائطه فى كتاب [لباب التفاسير] (٤).
وكتاب غرائب التفسير وعجائب التأويل (٥) مشتملا على أكثر ما نحن بصدده ، ولكنى أفردت هذا الكتاب لبيان المتشابه ، فإن الأئمة (٦) رحمهمالله قد شرعوا فى تصنيفه واقتصروا على ذكر الآية ونظيرها ولم يشتغلوا بذكر وجوهها وعللها والفرق بين الآية ومثلها ؛ وهو المشكل الذى لا يقوم بأعبائه إلا من وفقه الله لأدائه.
وروى (٧) أبو مسلم (٨) فى تفسيره عن أبى عبد الله الخطيب (٩) كلمات (١٠) / معدودات منها.
وأنا أحكى لك كلامه فيها إذا بلغت إليها مستعينا بالله ومتوكلا عليه. وسميت هذا الكتاب «البرهان فى متشابه القرآن لما فيه من الحجة والبيان». وبالله التوفيق وعليه التكلان.
__________________
(١) فى «ح» ٢ / أ ، «ق» ١ / ب : [يورث] ، وفى «مد» : [يورث] وأمام اللفظ على الهامش : [يوجب].
(٢) زيادة فى «ح» ٢ / أ ، «مد» ، «ز ـ ٢».
(٤) ما أثبتناه هو العنوان الصحيح لتفسير المصنف ، وفى الأصلية : [لباب التفسير].
وقد ذكر فى كتاب البرهان ١٥ / ب من النسخة الأم ص : ١٦٥ من التحقيق كما أثبتناه ، وبالرجوع إلى تفسيره صرح المصنف فى المقدمة بقوله : [وسميته «لباب التفاسير»]. انظر : تفسير الكرمانى ١ / ب الجزء الأول منه وقد تكلمنا فى المقدمة على حقيقة عنوان تفسير الكرمانى ، فليراجع هناك من المقدمة ص : ٢٩ وما بعدها.
(٥) كذا فى «ح» و «مد» وفى الأصلية مزج الناسخ بين عنوانين لكتابين من كتب المصنف وجعلهما عنوانا لكتاب واحد فقال : [كتاب لباب التفاسير وعجائب التأويل] فكان هذا الخلط ومثله من النساخ سببا فى التباس الأمر على كثيرين من الذين حاولوا حصر مؤلفات الكرمانى ـ رحمهالله تعالى. وراجع المقدمة.
(٦) أرخنا فى المقدمة للتصنيف فى المتشابه حتى عصر الكرمانى : انظر ص : ٥٢.
(٧) كذا فى «ح» وفى الأصلية ، «ت» : [قال].
(٨) راجع ترجمته فى المقدمة. انظر : الحاشية رقم ٦ ص : ٣٣.
(٩) راجع ترجمته فى المقدمة. انظر : الحاشية رقم ١٣ ص : ٣٣.
(١٠) كذا فى «ح» ، وفى الأصلية : [بكلمات].