الفيروزآبادى أو سقوطه من نسخة البصائر نفسها وذلك : مثل حذف متشابه سورة النحل أو حذف بضعة أسطر من توجيه المتشابه فى سورة أخرى.
ولما لمسناه من أمانة الفيروزآبادى فى المحافظة على نص كتاب (البرهان) فيما عدا محاولات محو نسبته إلى الكرمانى وهى لا تضر النصّ فى شىء : اعتبرنا مبحث المتشابه فى الجزء الأول من النسخ المخطوطة لكتاب (بصائر ذوى التمييز) نسخة خطية من نسخ (البرهان) للكرمانى ولو حدث وانفردت نسخة البصائر بأية زيادة غير موجودة فى باقى نسخ كتاب (البرهان) فإنا نضرب عنها صفحا ولا نعتبرها من النص ، ونكتفى بالإشارة إليها فى الحاشية بما يفهم منه انفراد نسخة البصائر بهذه الزيادة.
بقى أن نقول : إن محقق كتاب البصائر الأستاذ العلامة محمد على النجار ـ رحمهالله تعالى ـ قد أشار فى الجزء الأول ص ٣٣١ حاشية رقم (١) إلى أن «أصل هذا الكتاب فى المتشابهات هو برهان الكرمانى» إلا أن هذه العبارة لا تفيد ما ذكرناه آنفا إذ تتسع لشرح (البرهان) مثلا أو (اختصاره) أو التصنيف على نهجه ومنواله ... إلخ ولا نعلم أحدا سبقنا إلى التنبيه إلى استبطان الفيروزآبادى للبرهان حفظا لحق الكرمانى فى التأليف ومحافظة على كتابه من الضياع.
وهناك نسختان خطيتان من كتاب البصائر فى المكتبة التيمورية بدار الكتب : الأولى ترجع إلى سنة ١١٧٢ ه (تفسير / ٢٢٩) والثانية حديثة وبدون تاريخ.
احتواء كتاب البرهان :
احتواه بعض الأئمة فى مصنفاتهم ومن بين هؤلاء شيخ الإسلام زكريا بن محمد بن أحمد الأنصارى (٨٢٣ ـ ٩٢٦ ه) فى مصنّفه (فتح الرحمن بكشف ما يلتبس فى القرآن) (١).
يقول ـ رحمهالله تعالى ـ فى مقدمته : «وبعد ، فهذا كتاب مختصر فى ذكر آيات القرآن المتشابهات المختلفة بزيادة أو تقديم أو إبدال حرف بآخر وغير ذلك مع بيان سبب الاختلاف وفى ذكر غير المختلفة مع بيان سبب تكراره. وفى ذكر أنموذج من أسئلة القرآن العزيز وأجوبتها صريحا أو إشارة ، جمعته من كلام العلماء المحققين مع ما فتح الله به من فيض فضله المبين».
__________________
(١) فى المكتبة الأزهرية ـ علوم القرآن ـ ثلاث نسخ منه : إحداها تمت فى حياة المصنّف مؤرخة سنة ٩١٧ ه فى ١٧٠ ق. وفى دار الكتب ثلاث نسخ. هذا والكتاب مطبوع على هامش تفسير الخطيب الشربينى (العلامة المفسر محمد بن أحمد الشربينى ت ٩٧٧ ه) المسمى تفسيره (السراج المنير فى الإعانة على معرفة كلام ربنا الحكيم الخبير) فى أربعة مجلدات / ط بولاق سنة ١٢٩٩ ه وقد جرده بعضهم وأصدره فى مؤلف مستقل بتحقيق ١١. وبالرغم من أنه طبع منذ أكثر من قرن إلا أن أحد جهابذة تحقيق التراث ادعى أنه لم يطبع!!