المصنفون من عمق فى المعرفة فى هذا العلم العزيز.
منهج الكرمانى فى تبويب الكتاب :
سار الكرمانى على منهج المفسرين : وهو المنهج الذى يبدأ من أول القرآن العظيم إلى آخره.
وهناك منهج آخر لم يسر عليه أحد حتى الآن وهو التصنيف فى المتشابه بحسب الأنواع. ومن أكبر العوائق التى تعترض هذا التبويب :
* ندرة المصنفات التى وصلتنا فى المتشابه اللفظى.
* أن هذا التبويب يحتاج إلى مراجعة دقيقة لكل ما وصلنا عن المتشابه فى كتب التفسير لاستخلاص ما كتب فيه ، وهو عمل لا يمكن أن يستقل به فرد مهما أوتى من كفاية علمية ، بل يحسن أن تتضافر جميع مؤسسات علوم القرآن فى العالم العربى على تنسيق العمل فيما بينها للقيام به ، لتضيف إلى المكتبة الإسلامية مصنفا من أقوى المصنفات فى دلائل الإعجاز.
خطة الكرمانى فى تنفيذ منهجه :
* تتبع الكرمانى كل ما أراد توجيهه من الآيات المتشابهات فى القرآن العظيم مراعيا ترتيب التلاوة ، سورة سورة ، وآية آية.
* فيذكر السورة ثم يتناول ما فيها من الآيات المتشابهات مرتبة حسب ترتيب التلاوة.
حتى إذا ما انتهى من السورة انتقل إلى السورة التى تليها.
* ثم يذكر الآية الأم ويلحق بها ما يشبهها من الآيات من نفس السورة ، ومن باقى السور بطريقة استقرائية دقيقة ، ثم يبين أسرار اختصاص كل منها بما جاء فيها من متشابه.
* إذا كانت الآية قد سبق توجيه ما فيها من المتشابه فى موضع آخر ، أشار إلى ذلك بقوله : «قد سبق» دون أن يتعرض لها ، ويؤخذ عليه أنه لم يشر إلى الموضع ليسهل الاستدلال عليه ، وقد استدركنا عليه ذلك ، فحددنا الموضع وأشرنا إليه فى الحاشية.
المجهود العلمى الذى بذله الكرمانى فى توجيه المتشابه :
تلمس فى جميع توجيهاته للمتشابه مقدار ما بذله من جهد صادق يكلّ عن بذله الجهابذة ، ومصادره فى ذلك جدّ متنوعة :
وهو أولا يعتمد اعتمادا تاما على علوم القرآن الكريم ومن أهمها علم المناسبات : فيستنبط توجيهه من سياق الآيات ، أو يرجع إلى أسباب النزول ، أو علوم القراءات ـ وهو إمام فيها ـ وهذه العلوم من أهم ما استعان به على توجيه الآيات المتشابهة لفظا وبيان