(درة التأويل فى
متشابه التنزيل). وله فى التفسير (تحقيق البيان فى تأويل القرآن) وهو صاحب الكتاب
المشهور (المفردات فى غريب القرآن). إلا أن الكرمانى لم يشر إليه فى تصنيفه بينما
هو يشير إلى من نقل عنهم وخاصة الخطيب الإسكافى.
ثالثا : مقاصد التصنيف فى علم المتشابه بنوعيه
١ ـ سد فراغ كبير
فى علوم وجوه إعجاز القرآن بالتصنيف فى علم عزيز منها قلّ من صنفوا فيه لصعوبة
مرتقاه وقلة من يدرك أسراره ، شأنه شأن علوم المناسبات التى لا نقول فقط : إن
التصنيف قد عزّ فيها ، بل كاد أن ينعدم وجود من يفهم ما تعالجه من الموضوعات.
والتفسير الوحيد الذى وصلنا فى المناسبات هو تفسير الإمام البقاعى (نظم الدرر) ومع
نفاسته وندرة منهجه تأخر نشره حتى تولت شرف هذه المهمة دائرة المعارف العثمانية فى
حيدرآباد الدكن بالهند ، وبدأ صدور أول أجزائه سنة ١٣٨٩ ه وفى نهاية ١٤٠٠ ه صدر
الجزء السادس عشر (نهاية سورة الزمر أو أول الجزء الرابع والعشرين من القرآن
الكريم). وقمنا بالمساهمة فى هذا الشرف فسبقنا دائرة المعارف العثمانية بتحقيق
الجزء الثلاثين من القرآن الكريم وهو جزء عمّ. وقد تسلمت أصوله دار الكتب والوثائق
القومية ـ إدارة تحقيق التراث ـ لنشره منذ سنوات.
٢ ـ تنبيه
الغافلين على ما فاتهم من تدبر أسرار القرآن العظيم وعلومه ليزداد المؤمنون إيمانا
مع إيمانهم.
٣ ـ إبراز المعانى
التى اقتضت تغاير الآيات المتشابهات ، وبيان مناسبة كل حرف أو لفظ أو نظم اقتضى
مغايرة الآية التى جاء فيها لنظيرتها ، وحكمة اختصاصه بها دون سواها.
٤ ـ ردع الملاحدة
وأهل الزيغ الذين يجازفون فى الكلام على آيات الله تعالى بدون علم ولا هدى ولا
كتاب منير ، وهؤلاء الذين يمتطون الشبهات ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وهم لا
يفقهون حديثا فى شىء من أسرار كتاب الله عزوجل.
٥ ـ فتح الباب على
مصراعيه لكل من توافرت فيه الشروط اللازمة لإثراء هذا العلم النفيس بإضافات جديدة
لها وزنها العلمى.
والمقاصد التى
ذكرناها عامة لكنها بالمتشابه اللفظى ألصق فهو موضوع البحث. أما المتشابه المعنوى
فله مقاصد أخر علاوة على هذه مثل الرد على الفرق ، وما أكثرها وأكثر شبهها ، وبيان
العقيدة المنجية برد المتشابه إلى المحكم وهو ما عالجه علم التوحيد وعلم الكلام
وليس هذا مكان الكلام عليه.