[و] إن مع العسر الذى أنت فيه من مقاساة الكفار يسرا فى الآجل. فالعسر واحد واليسر اثنان. وعن عمر رضى الله عنه : «لن يغلب عسر يسرين» (١).
[٩٥] سورة التين
* قوله تعالى : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (٢). وقال فى البلد : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ) (٣) لا مناقضة بينهما (٤) ؛ لأن معناه عند كثير من المفسرين : منتصب القامة معتدلا فيكون فى معنى أحسن تقويم. ولمراعاة الفواصل فى السورتين جاء على ما جاء.
[٩٦] سورة العلق
* قوله : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) (٥) ، ثم قال بعده : (اقْرَأْ وَرَبُّكَ) (٥) ، وكذلك قال : (الَّذِي خَلَقَ) (٥) ، ثم قال بعده : (خَلَقَ) (٥) ، ومثلهما : (عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) (٥) ، ثم قال : (عَلَّمَ الْإِنْسانَ) (٥) ؛ لأن قوله : (اقْرَأْ) مطلق ، فقيده بالثانى و (الَّذِي خَلَقَ) عام فخصه بما بعده. و (عَلَّمَ) مبهم ، ففسره فقال : (عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ) (٥). وهذا للقرآن برهان.
[٩٧] سورة القدر
* قوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) ، وبعده (وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ) (١٢) ثم قال : (لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (١٢) : فصرح به وكان حقه الكناية (١٤) ؛ رفعا لمنزلتها (١٥) ، فإن
__________________
(١) رواه الحاكم فى المستدرك والبيهقى فى الشعب عن الحسن مرسلا ، ورواه الطبرانى عن معمر ، والعسكرى فى الأمثال ، وابن مردويه عن جابر بسند ضعيف ، وأخرجه الحاكم فى المستدرك عن ابن عباس وأخرجه عبد الرزاق عن ابن مسعود موقوفا والبيهقى فى الشعب عن ابن مسعود أيضا. و فى الباب أخرج البيهقى عن أنس قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم جالسا وحياله جحر فقال : «لو جاء العسر فدخل هذا الجحر لجاء اليسر فدخل عليه وأخرجه».
(٢) سورة التين الآية الرابعة.
(٣) سورة البلد الآية الرابعة.
(٤) الأول يستلزم الثانى فما عانى الإنسان وما قاسى إلا لأن خلقه كان فى أحسن تقويم فما فى سورة التين أصل تركب عليه ما فى سورة البلد ؛ ولذا كانت سورة التين سابقة فى النزول على سورة البلد فالأولى ترتيبها المكى : ٢٨ ، والثانية ترتيبها المكى : ٣٥.
(٥ ـ ١١) سورة العلق (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ) الآيات : ١ ـ ٥. وزاد فى الأصلية بعد الآية الخامسة : [كلا]. وهى زيادة غير موجودة فى غيرها.
(١٢ ، ١٣) سورة القدر (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ. وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) الآيات : ١ ـ ٣.
(١٤) الإشارة إليها بالضمير.
(١٥) كذا فى «ح» ٨٥ / أوالبصائر ١ / ٥٣١ ، وفى الأصلية : [لمنزلته].