الباطل. والثانى متصل بإيمان غير مجد (١) ، ونقيض الإيمان الكفر.
[٤١] سورة حم (٢) السجدة [فصلت]
* قوله تبارك وتعالى : (فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ) (٣) أى مع اليومين اللذين تقدما [فى] (٤) قوله : (خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ) كيلا
يزيد العدد على ستة أيام. فيتطرق إليه كلام المعترض.
وإنما جمع بينهما ولم يذكر اليومين على الانفراد بعدهما لدقيقة لا يهتدى إليها كل أحد (٥) ، وهى أن قوله : (خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ) صلة الذى. و (تَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً) عطف على (لَتَكْفُرُونَ) ، و (جَعَلَ فِيها رَواسِيَ) عطف على قوله : (خَلَقَ الْأَرْضَ) : وهذا ممتنع فى الإعراب لا يجوز فى الكلام. وهو فى الشعر / من أقبح الضرورات ، لا يجوز أن تقول : جاءنى الذى يكتب وجلس (٦) ويقرأ ؛ لأنه لا يحال بين صلة الموصول وما يعطف عليه بأجنبى من الصلة.
فإذا امتنع هذا لم يكن بدّ من إضمار فعل يصح الكلام به ومعه ، فيضمر خلق الأرض بعد قوله : (ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ) ، فيصير التقدير : «ذلك رب العالمين خلق الأرض وجعل فيها رواسى من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام» ، لتقع هذه كلها فى أربعة أيام ويسقط الاعتراض والسؤال. وهذه معجزة وبرهان.
* قوله تعالى : (حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ) (٧). وفى الزخرف [وغيرها] (٨) (حَتَّى إِذا جاءَنا) (٩) و (حَتَّى إِذا جاؤُها) (١٠) بغير «ما» ؛ لأن حتى هاهنا هى التى
__________________
= هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ) من الآية : ٧٨. (فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ) الآية : ٨٥.
(١) كذا فى البصائر ١ / ٤١٢ وفى الأصلية : [محمد].
(٢) سقط من الناسخ.
(٣) سورة فصلت (قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ. وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ ـ) الآيتان : ٩ ، ١٠.
(٤) ز. «ح» ٧٢ / أ.
(٥) فى البصائر ١ / ٤١٤ : [إلا كل فطن خرّيت] أى حاذق.
(٦) على أن [جلس] معترض بين الصلتين.
(٧) سورة فصلت (حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) الآية : ٢٠.
(٨) ز. فى «ح» ٧٢ / ب وفى «د. م» ٧١ / أ ، «ز ـ ٢» ٤٠ / أ ، «مد» ١٢٤ / أوالبصائر ١ / ٤١٥ : [وغيره].
(٩) سورة الزخرف (حَتَّى إِذا جاءَنا قالَ يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ) الآية : ٣٨.
(١٠) سورة الزمر من الآيتين : ٧١ ، ٧٢.